لو جئنا للحق وللشغب حول السفارات السعودية والمقاطع «السايبة» وتلك المرأة المنقبة التي نعتتنا بالحفاة العراة فلا داعي بأن أُريها بعض أطفال حارتنا المصريين ولا داعي أن أصور لها بعض النماذج المصرية في السعودية، وتلك الناشطة الصعيدية التي رفعت حذاءها مع بسمة صفراء على الشعار المقدس، لا يلزم أن أُذّكرها في الحوالات المليارديرية، ولكن أود تذكيرها بأن (أكثر من ستة سعوديين معتقلين مؤبداً في السجون المصرية)، ولم نتجرأ ونرفع الأحذية على شعار دولة مصر.. لم نستهجن حول السفارات المصرية ونزعم بالكرامة.. وهل يعقل أنها خُلقت هذه الكرامة مؤخراً.. أيعقل كان المصري بدون كرامة! لذلك لابد على مصر أن تستوعب أن القضية «أمنية» بحتة وليست «سياسية» وأن من يهرب الأقراص المخدرة يُعتقل وأن القانون الدولي متفق عليه ومفروغ منه، وإن دل القبض على الجيزاوي في مطار جدة على شيء إنما يدل على فشل مطار القاهرة في التفتيش على مسافر يهرب الأقراص المخدرة، إذن عندما تثبت التهمة يستوجب الاعتذار، لكيلا يخلط الإعلام المصري والشعب والقادة والسيادة بين عقاب الجرائم والانتقام.. وإلا سأهرب المخدرات في مطار القاهرة والويل لو سجنت لا سمح الله!فللحفاظ على العلاقات الدبلوماسية العريقة بين الدولتين والتي دامت لأكثر من أربعين سنة بيضاء لابد من «الاتحاد» وليس «الاضطهاد» لابد أن تتحول القضية إلى قضية سلمية وتحث على «التعاون» وليس «التطاول» فالحق حق والباطل باطل، كما أن للسعودية آلاف المعارضين فعقلياً ومنطقياً ألم نجد غير الجيزاوي لنلفق عليه التهمة؟!ولكيلا نصدق الادعاءات على الحركات الإسلامية وعلى الإخوان المسلمين في مصر واتهامهم بالعداء للدولة السعودية بغض النظر عن هذه الحركات وموقفنا من هذه الآيدولوجيات السياسية الإسلامية إلا أنه لا يجوز المزج والقياس بين الأزمة الأخيرة وبين نوايا هؤلاء وأيديهم في هذه القضية، فلا أرى غير الإعلام متهما وحيدا يشار إليه بالبنان، ولقد أدركت بعد ذلك حجم وقوة تأثير الإعلام ودوره في الساحات السياسية والدينية والمحلية والدولية وتأثيره على الشعوب والعالم.. الزبدة: مصر قلب الأمة العربية.. والسعودية عقلها إن انفصلا ستموت هذه الأمة.