قلت أكثر من مرة إن الرأي العام يتعرض للاختراق من جهات عدة. هذا الاختراق يفضي إلى سلسلة أمور تهدد السلام الاجتماعي والاستقرار بشكل عام. في المسألة المحلية، وجدنا عقولا تستهدف نشر الغضب والاحتقان، وسد آفاق الأمل، وصياغة العقول باتجاه مزيد من الإحباط عبر كلمات سلبية. يتم الإعلان عن مشروعات مميزة، فتتجه كلمات التشكيك إلى هذه المشروعات. يجري إطلاق عدد من المشاريع التي تستهدف التواصل مع قطاعات الشباب، فيأتي مَنْ يشكك في كفاءتها، ليس لأنها غير مجدية، بل لأن غطاءها رسمي. هذه اللغة أخذت أشكالا ومناحي عدة، ومع الأسف قد يجد الشاب نفسه جزءا من مؤامرة تتجه نصالها لتؤذيه دون أن يدري، فهو يعتقد أنه يخدم هدفا ساميا، بينما هو في حقيقة الأمر يحقق غايات وأهدافا تمس سلام المجتمع واستقراره. في كل الحالات، هناك أناس يوجهون العقول توجيها غير سوي. وهناك شباب وفتيات يفرطون في الثقة، فيسلمون عقولهم لآخرين، يضعون فيها ما يشاؤون من مفاهيم وأفكار، بل يسوغون لبعض العقول توجيه الشتائم المتكررة لكل منجز، في الوقت الذي يتباشرون بمنجزات الآخرين ويغضون الطرف عن أي خطأ أو تقصير. النتيجة حالة من الازدواجية في المعايير والأحكام. هؤلاء يحتاجون إلى أن يقفوا مع أنفسهم وقفة عدل وحق، إذ ليس لائقا أن يطالب المرء بأمور سامية، لكنه يسوغ لنفسه تجاوزها والتعدي عليها بسبب الخصومة فقط.