لم يعد حديث المجالس أيامنا هذه الا تصنيف خلق الله ووضعهم تحت رحمة لائحة " هل أنت مع فلان أم ضده" لم يعد لحسن الظن معنى وأصبح المهم عند من تحجرت أفكارهم المقولة الصماء . هل أنت معنا وضدهم أم معهم وضدنا.. هل.. هل .. هل حتى لاعبو كرة القدم وأهل الفتوى ورؤساء الدوائر والفنانون والفنانات وأهل القلم من كتاب الرأي والكاتبات لم يسلموا من "هل أنت مع أو ضد" أصبح تحميل الكلام الذي يُسمع أو يُكبت معنى حسب الأهواء والاتجاهات هو السائد في الساحة ولامجال للنقاش وتوضيح الامر، الاتهامات ثابتة والتماس الاعذار مرفوض للتشنج والشحن النفسي الذي يملأ فضاء التعايش وكل يغني على المعنى الذي فسره على هواه. حالنا اليوم اصبح فيه الفرد يخشى أن تُحور كلمات يكتبها أو مفردات يلفظها وتوضع في سياق يصوغه أهل التربص بكيفية هم يريدونها من غير نقاش أو استفهام بعدها تنصب على من تكلم اوكتب سهام الاتهام وممن؟ من جماعة لا تقرأ ولا تسمع انما يقال لهم أو ينقل لهم أن فلاناً قال وعلاناً كتب فيأتي الحكم الجاهز " أنت .. ضد.. " لقد اصبحت آفة الحكم الجاهز لرأيٍ دون سماع من صاحبه وتفسير له واقع يتسمتع به من يصدرون أحكامهم بلا تحفظ بعد أن غاب قول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إن جاؤكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين" صدق الله العظيم اختلطت المفاهيم ولم يعد هناك تفريق بين الرأي والفتوى وإن قسم المجتمع الى صفين وكل يكيل للآخر التهم ولاسبيل للتحاور الهادئ الهادف، ومانراه ونقرأوه على صفحات الصحف أهون مما ينشر في المنتديات على الشبكة العنكوتية والتي اظهرت ان هناك عقولاً متحجرة وقلوباً مقفلة تماما ومن كلا الطرفين مؤلم حقاً أن نرى هذا التعارك الفكري غير الصالح والملئ بالاتهامات والشتائم في زمن حضاري واختفت فيه الأمية وبلغ فيه النضج أرقى مستوياته، أسأل الله أن يهدي الكل وأن تراقب كل نفس هواها وأن يجعل لنا من هذه المحنة مخرجاً.