لو كان نصيب الاعلامي داوود الشريان والفريق المنفذ لبرنامج «الثامنة» انهم فقط سلطوا الضوء على معاناة مليون مطلقة لكفاهم.. يضاف لذلك، ما يكابدن من صعاب واضطهاد وما يتعرضن له من ابتزاز حتى في استخراج بطاقات الهوية لهن ولأطفالهن. وكيف يقايض زوج جهول امرأة اقتسمت معه يوماً الحياة لتحصل على حريتها، بل ولمجرد أن يحسن معاملتها. لكن هذا الاعلامي الشفاف والمبدع لم يتوقف هنا، بل ساهم برنامجه الذي انطلق للتو في تسليط الضوء على بقع نتجنب أحياناً حتى مجرد التوقف عندها وقفات عميقة كالإسكان وأقسام الطوارئ في المستشفيات ونظافة المطاعم، والقائمة تطول. لعلنا بحاجة لبرامج تتناول الواقع بجدية وشفافية وصراحة ولا تكتفي بالحديث عن المحاسن، فمشاريعنا ليست موتى حتى نكتفي بذكر محاسنها! وفي وقت تتعثر فيه عشرات المشاريع، نجد من يتحدث عن مشاريع تتطلب سنوات طوالا حتى تنجز .. لعلنا بحاجة لبرامج تتناول الواقع بجدية وشفافية وصراحة ولا تكتفي بالحديث عن المحاسن، فمشاريعنا ليست موتى حتى نكتفي بذكر محاسنها! وفي وقت تتعثر فيه عشرات المشاريع، نجد من يتحدث عن مشاريع تتطلب سنوات طوالا حتى تنجزوكأنها غدت حقيقة واقعة! إن مواجهة الذات لا يمكن أن تعتبر إلا صدقاً واحتراماً لها ورغبة في تحسين أدائها. وفوق ذلك، فمجرد نقد الذات - رغم ضرورته الحرجة - ليس كافياً، بمعنى أن تناول برنامج للنظافة في المطاعم أمر ضروري لإماطة اللثام عن حقيقة الأوضاع فيها، لكنه لن يكفي لإصلاح أمرها، فالتوعية مفيدة لتقريب الجميع للواقع الحقيقي الذي لا يشبه في أحيان كثيرة ما ينسجه بعض المسئولين في تقاريرهم المزركشة. أما المؤمل، فهو أن يخلق ذلك دافعاً للارتقاء بمستوى الخدمات، خصوصاً أن ما ترصده الحكومة من أموال لتقديم الخدمات ينافس من حيث التكلفة ما ترصده الدول المتقدمة! وما دام الأمر كذلك أي أننا كمجتمع ندفع غالياً للحصول على الخدمات ومع ذلك نجدها شحيحة أو بائسة دون المستوى المطلوب والمستهدف، فليس أقل من إماطة اللثام عن أي تقصير ابتداءً، وبعد ذلك لابد من السعي لإصلاح الحال والسعي للتحسين المستمر، بمعنى أن التقصير في تقديم الخدمات العامة أمر مكلف يلقي أعباءً على المجتمع مما لا يمكن تحمله، ومرد ذلك أنه: يؤثر سلباً على رضا المواطن، ويهدر ملايين الريالات من الأموال المخصصة لتقديم تلك الخدمات، ويضيع الوقت ويعيق تحقيق التنمية في البلاد.. والشواهد حولنا لا يمكن أن تخطئها العين.. شكراً داوود.