عبده خال - عكاظ السعودية وصل الوهم في المجتمع إلى درجة يعجز معها المرء عن معرفة إلى أين سنصل مع هذه التغذية اليومية لمفاهيم السحر والشعوذة. وجديد هذه التغذية ما أشيع مؤخرا من أن بعض مسؤولي إدارة أحد الأندية الكبيرة يؤكدون تعرض ناديهم للسحر.. وقبل الحديث عن ذلك نقول إن ادعاء سحر الملاعب ظهر مبكرا من خلال كلمة (دنبوشي) وهي كلمة متواجدة في الملاعب منذ عشرات السنين وتمر بالبال كنوع من قلة العقل وعدم مقدرة قائله على المقارنة بين المدخلات والمخرجات في أي عمل أو نشاط ينتج عنه الإخفاق أو النجاح .. أما أن يتهرب أي صرح رياضي من عجزه وعدم مقدرته على قيادة ذلك الصرح وتحميل مفردة (دنبوشي) كل الإخفاقات فهذا الذي لم يرد في ساحتنا الرياضية،كما أن لفظة (دنبوشي) ظهرت في زمن (الغبار) إذ لم تكن هناك المقومات الحقيقية لبناء ناد ينافس على البطولات وكان اللاعب يدفع من أجل أن يلعب ومع ارتقاء مفهوم الرياضة والصرف عليها من سعة غابت كلمة الدنبوشي تماما .. لكن الإخوة في أحد الأندية العريقة أرادوا إحياء هذه المفردة لرفع العتب عن عجز الإدارة ولكي يكون رفع العتب (محرزا) فقد تنادوا بأن النادي مسحور وعلى هذا الاعتقاد ترددت الأخبار بأنهم جلبوا ثلاثة مشايخ، جالوا في كل ردهات النادي ودخلوا في كل غرفه وممراته وملاعبه، ثم أقر هؤلاء المشايخ أن النادي مسحور وأن السحر مدفون في أكثر من مكان ولم يكتفوا بذلك بل قالوا إن رجلا من داخل النادي ساعد في تثبيت السحر .. ولأن اليقين عند بعض الإداريين وصل إلى منتهاه فقد بحثوا عن من ساعد في سحر النادي، ففتشوا وبحثوا عمن يمكن له دور في مساعدة الساحر ونثر السحر في كل جنبات النادي ولم يتعبوا كثيرا فقد وجدوا شخصا (يبدو أنه يعمل بالنادي) ليعلقوا في رقبته تهمة المساعدة في زرع السحر لتظهر تلك الشخصية باكية في إحدى القنوات مؤكدا ظلمه ومتحدثا عن عشقه لذلك النادي بعد أن كان مشجعا له لما يقارب ال23 سنة و معرفته للاعبين والمشجعين للنادي. هذا هو حالنا، أفراد ما إن تعترضهم مشاكل الحياة حتى تجدهم يقفزون صائحين (نحن مسحورون) ويمكن لك أن تقبل هذه الشكوى بصورة أو بأخرى لكن أن يتحول عجز الشخصية من فرد إلى مؤسسة أو كيان فهذه هي المصيبة.. وكل الخشية الآن أن نجد مبرر السحر خلف تعثر بعض المشاريع أو أن يكون السحر مبررا لكل التقاعس الذي نعيشه في المجالات المختلفة، ساعتها لن يكفينا عدد الرقاة الذين بيننا ونحتاج إلى استقدام رقاة يساعدوننا فيما نحن فيه ..لطفك ياالله.