عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية قرأنا وسمعنا عن الجاسوسية بجميع أشكالها .. التجسس السياسي .. والاقتصادي .. والعسكري .. ولكننا لم نسمع أبدا منذ بدء التاريخ عن التجسس الأخلاقي .. أن يتم إنشاء دوريات للتجسس على خلق الله في بيوتهم وأماكن عملهم .. وفي متنزهاتهم .. باختصار في كل مكان يوجدون فيه. وقد كشف معالي الدكتور "عبد اللطيف آل الشيخ" عن وجود هذه الدوريات السرية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مهمتها تتبع المواطن سرا .. دون أن يدري لمعرفة ماذا سيقول وماذا سيفعل ليل نهار؟ تمهيدا للقبض عليه وتقديمه للمحاكمة .. ولم نكن ندري أننا تحت أعين هؤلاء الجواسيس حتى كشف عن وجودها معالي الدكتور الشيخ "عبد اللطيف آل الشيخ"، وهي شفافية تحسب له وخطوة منه تستحق الاحترام .. وأكد معاليه أنه بصدد ترشيدها أو إلغائها .. ونحن ندعو معاليه إلى إلغائها لأنها تتعارض مع عمل "الحسبة" .. لقد نهى القرآن الكريم بشكل حاسم ونهائي بقوله تعالى: "ولا تجسسوا" الآية 12 من سورة الحجرات .. وبالتالي لا يجوز تحت أي مسمى تتبع عورات الناس، ويجب أن يتوقف الشك والظن السيئ بالناس .. ويعلم معالي الشيخ الرئيس أن كل ما هو عمل سري يتنافى وعمل الحسبة، فالسرية تدخل في باب التجسس .. والأعمال السرية هي عمل المباحث والمخابرات .. والمباحث الداخلية في العالم كله لمحاربة الجريمة وغسل الأموال وتجارة المخدرات، إلخ .. والمخابرات السياسية لمواجهة المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد الأوطان .. أما "الحسبة" فلا مجال فيها لأي عمل يتسم بالسرية. وفي نهاية المطاف أفراد الهيئة هم منا وفينا أي أهلنا .. ولكن البعض منهم قام بتجاوزات، مثل المطاردة بالسيارات، والتجسس، وأخذ الجوالات بالقوة من أيادي الناس إلى غير ذلك من الممارسات الخاطئة من قبل البعض، ما سبب احتقانا بين الهيئة وفئة الشباب خاصة. ولكن الحمد لله واضح اليوم التوجه الجديد لدى قيادة هذا الجهاز بالحكمة والموعظة الحسنة وعدم مقاومة المنكر بمنكر أشد منه، مثل المطاردة، والتجسس .. إلخ. وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح، وقد أشار معالي الشيخ "عبد اللطيف آل الشيخ" في حديثه "للعربية" .. إلى أن من يتجاوز التعليمات، ويقوم بالمطاردة سوف يخضع للمساءلة والتحقيق، وكذلك التجسس، حيث أشار معالي الرئيس إلى ذلك، حيث إن القاصي والداني يعرف أن المنكر هو المنكر، الظاهر، والمنكر المتفق عليه وليس حسب الأهواء الشخصية، ولذلك لا للإنكار في المسائل المختلف عليها. واضح اليوم أن الرئيس الجديد معالي الشيخ الدكتور "عبد اللطيف آل الشيخ" مهتم بالتصحيح والتغيير والتنظيم بما يتوافق مع العصر الذي نعيشه ومع المتغيرات المحلية والعالمية، والتطوير مطلوب في أي جهاز حكومي وفي سنن الحياة، آمل أخيرا أن يصدر معالي الرئيس تنظيمات واضحة تحدد تعامل الميدانيين من أفراد الهيئة مع الجمهور، ونشرها حتى يعرف كل طرف ما له وما عليه، وبذلك تقفل الأبواب أمام أي اجتهادات فردية تقود الناس إلى الأخطاء التي عشناها في الماضي. ويا معالي الرئيس .. ألغ هذه الدوريات السرية .. وتوكل.