نشرت صحيفة الجزيرة في عددها رقم 14354 في 22-2-1433ه اللقاء الذي تم بين معالي الرئيس العام المعيّن لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضيلة الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ ومسئولي الرئاسة وبعض رؤساء فروعها والذي حثهم فيه على اللطف واللين مع الناس ومنع المتعاونين وضبط عمل الميدانيين. وتعليقاً عليه أقول إن فضيلة الرئيس العام الجديد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ورث تركة متراكمة مدتها ثمانون عاماً تحتاج منه إلى عمل وجهد متواصل وعقل متفتح وتجديد وتغيير جذري وهيكلة عصرية متوازنة، ومن أهم ذلك تجديد وتحديث نظام الهيئة وتغيير مسماها من هيئة إلى حسبة حسب النظام الإسلامي وتحديد مهامها وواجباتها وصلاحياتها وتقييدها بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يمنع منعاً باتاً سوء الظن بالمسلمين وعدم التجسس والتلصص عليهم والشك بنواياهم وتتبع عوراتهم وتصيّد عثراتهم وزلاّتهم ووجوب تقديم الأمر بالمعروف على النهي عن المنكر وإشعار الناس بأن هدف رجال الحسبة هو صلاح المجتمع المسلم وحمايته من المفاسد وليس الوصاية عليه وتخويفه وإرهابه بسلطة الحسبة وتطبيق العقاب عليه إذا هو زلَّت قدمه أو استزله الشيطان أو استدرجه رفقاء السوء. إن عمل الحسبة ليس محصوراً في تقويم سلوكيات المجتمع وأخلاقياته! وفي النداء للصلاة في مكبّرات الصوت، أو في سوق الناس يوم الجمعة إلى المساجد قبل الأذان بساعة ونصف، ولكن عملها هو الأمر بالمعروف بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن والدعوة إلى الله على بصيرة والنهي عن المنكر بالرفق واللين وبيان الحق وتجنب الشدة والغلظة في القول والعمل مع صنع خطة محكمة تحدّد أعمال ومهام وصلاحيات الأعضاء الميدانيين، ومن تعداها وتخطاها يعاقب. نرجو الله أن يوفّق فضيلة الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ لنيل ثقة إمام المسلمين وخادم الحرمين الشريفين في قيادة هذه الشعيرة فيما يحبه الله ورسوله ويصلح به شأن المسلمين. محمد عبدالله الفوزان - محافظة الغاط