خالد السليمان - عكاظ السعودية في الكويت ثارت جدلية حول حدود حرية التعبير ومسؤوليات حمايتها على خلفية ما اعتبر إساءة من نائب كويتي في حوار تلفزيوني لأحد شيوخ القبائل الكويتية! فمن ناحية تمت إدانة التعرض لشيخ القبيلة، واعتبر ذلك مساسا بالقبيلة نفسها وكل من ينتمي إليها، ومن الناحية المقابلة فقد اعتبر مثل هذا الموقف الحاد مساسا بحرية التعبير وحصانة لكل من أراد الاختباء خلف عباءة القبيلة أو الطائفة ، فشيخ القبيلة اختار الإدلاء بآراء ومواقف سياسية وعليه أن يتحمل ردود الفعل حولها خاصة في بيئة سياسية متشنجة كالبيئة السياسية الكويتية الحاضرة ! لكن السؤالين اللذين يطرحان نفسيهما: هل حرية التعبير مقدمة على استقرار وسلام المجتمع أم العكس؟! وهل حصانة الفرد مستمدة من القانون الذي يساوي بينه وبين كافة أفراد المجتمع، أم من قبيلته وطائفته التي تميزه على سائر شرائح المجتمع الأخرى ؟! ومن يتأمل تجربة حرية التعبير في المنطقة العربية خاصة مع كسر قيود وسائل التعبير في الإنترنت وبث الأقمار الصناعية مئات القنوات الفضائية المتحررة من أي قيود رقابية يشعر بحالة الفوضى، واختلاط الحابل بالنابل خاصة عندما ركب الموجة من لم يفهم من حرية التعبير إلا حريته هو وحده في التعبير عن أفكاره والإساءة لغيره ! فإذا كانت الحرية المطلقة مدمرة، فهل تكون الرقابة في هذه الحالة شرا لا بد منه ؟!