من خلال اهتمامي بالكتاب السعودي وتوزيعه، ثمة فرصة مهمة أجدها للكتاب في هذه الأيام، وهي الاستفادة من المهرجانات الترويحية التي تقام حالياً في أغلب مناطق المملكة، إضافة إلى المهرجانات الثقافية ويأتي على رأسها مهرجان سوق عكاظ المقام حالياً في الطائف، أقول فرصة لتسويق الكتاب وتوزيعه، ولكن عبر طبعات شعبية، كما يحدث في أغلب دول العالم وربما على رأسها مصر التي لديها مشروع كتاب الأسرة، ومشروع القراءة للجميع، الأمر ليس صعباً ، ولكن بكل تأكيد هو عمل مؤسساتي، حيث لا يستطيع الفرد طباعة كتبه (المفسوحة ) مثلاً وبيعها بسعر رمزي، ولكن عندما تقوم مؤسسة ثقافية بالاتفاق مع عدد من الكتاب الذين أصدروا كتباً، لطباعتها طباعة شعبية بسيطة على ورق (مدور) أو ورق جرائد، وبيعها بسعر رمزي، من خلال نقاط بيع متعددة توزع في أماكن الفعاليات الترويحية في مناطق المملكة المتعددة، سيساعد هذا على انتشار الكتاب السعودي، والتعريف بالأدباء والكتاب، والأهم هو خلق عادة القراءة لدى الناس، .. ومن خلال متابعتي اكتشفت أن كثيرا من الناس لا يرتادون المكتبات وأقصد بها المكتبات التجارية إلا لشراء المستلزمات المدرسية، ويأتي هذا اضطراراً، أما بالنسبة لمعارض الكتب والإقبال الكبير، فذلك لأسباب عديدة ربما كونه معرضا يغري على الزيارة لأن هنالك من يرتاد المعارض دون أن يكون هنالك وجهة معينة، مجرد زيارة وإذا أغراه عنوان أو غلاف ووجد أن سعره مناسب اشتراه، إضافة إلى الحرص على ما هو ممنوع أو حوله شائعة ما، والأمثلة كثيرة، إذاً فحب القراءة لم يرسخ بعد في مجتمعنا، ولا أحد يرتاد المكتبات العامة مطلقاً مع العلم أن أغلبها غير مهيأ لاستقبال القراء ، ومشروع توزيع طبعات شعبية رخيصة في أماكن الترويح السياحي، أشبه بالقراءة للجميع لاشك أنه يساعد على غرس حب القراءة ، نأتي من جانب آخر وقد لا يعيه كثير من المؤسسات التجارية والشركات الكبرى، وهو أن توزيع المطويات والنشرات الإعلانية لن يكون بقوة وجود الإعلان على ظهر كتاب يباع بسعر رمزي، وقد يحتج البعض على وجود الإعلان على ظهر الكتاب أو آخر صفحات الكتاب، أو أن يكون هنالك إشارة بأن ذلك الكتاب طبع برعاية شركة أو مؤسسة كذا.. لنطلع على سلسلة كتاب اليوم المصرية أو بعض السلاسل الأخرى، نجد بعض الإعلانات التجارية في الغلاف الخلفي والصفحات الأخيرة ، تلك الإعلانات لم تؤثر مطلقاً في قيمة الكتاب ، فمن يبادر، لن نقول وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية، ولكن ليقم بذلك بعض المؤسسات الخاصة، ولن تخسر مطلقاً، والتراث الأدبي السعودي به من الكتب والإبداعات والنوادر ما يستحق أن يصل ليد كل قارئ.