في الحفل الختامي الذي أقامته وزارة الثقافة والإعلام لأعمال معرض الرياض الدولي للكتاب ظهر يوم الخميس 22/4/1433ه بفندق مداريم كراون بالرياض، تحدث سعادة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان إلى جمهور المثقفين بشفافية تامة وأريحية عالية عن معرض هذا العام ما له وما عليه، وعن تتبع وكالة الوزارة بدقة عالية لنجاحاته وإخفاقاته من خلال مؤشرات عدة منها: نسب المبيعات، ومبيعات كل ناشر على حدة، وذلك مَثَلٌ على الإيجابيات، ومنها نسب وقوع الإشكاليات وذلك مَثَلٌ على السلبيات ولاشك، ومن أبرز ما لفت إليه الوكيل صغر مساحة الصالة المخصصة للمعرض ومحدوديتها التي لم تمكن كثيراً من الناشرين من المشاركة خصوصاً الناشرين من خارج المملكة، وبين أن المساحة المتاحة للمعرض لا تكفي لأكثر من 20% من عدد الناشرين الراغبين في المشاركة، وعليه فإن الوزارة تسعى جاهدة لإيجاد صالة بديلة للصالة الحالية، تتسع لأكبر عدد من دور النشر وتليق بهذا الحدث العالمي الكبير الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. وفي حال عدم العثور على صالة بديلة، أكد سعادته أن الوزارة ستتخذ إجراءات غربلة وتنخيل لدور النشر المشاركة في العام القادم إن شاء الله لتتخير الأهم والأفضل والأكثر تلبية لاحتياجات القارئ السعودي، بينما ستتاح الفرصة للجميع تقريباً في حال وجود مكان متسع ومساحة مناسبة. وكلمة وكيل الوزارة هذه اختتم بها الحفل الذي يقام لأول مرة لتكريم كل من ساهموا في إنجاح أعمال المعرض، وفي مقدمتهم كُرِّم السفير السويدي الذي كانت بلاده ضيف الشرف لهذا العام، إضافة إلى لجان عدة ضمت شخصيات علمية وإدارية كان لها باع في تنظيم المعرض والإعداد له. والواقع أن ضيق مساحة الصالة التي عرض فيها الناشرون إصداراتهم، قابله اتساع ملحوظ في مساحة الفعل الثقافي للمعرض، فهو كما قلت حدث عالمي مرموق بكل ما تعنيه الكلمة، ولابد لكل مثقف سعودي أن يفخر به، إذ غدا هذا المعرض الأشهر عربياً على أقل تقدير بعد اختفاء أو خفوت نجم معارض أخرى كثيرة في العالم العربي أولها معرض القاهرة، وهذا الاتساع في مساحة الفعل الثقافي لمعرض الرياض يشمل التنوع الملحوظ في العارضين وفي المعروض من الإصدارات، وقد بلغ عدد دور النشر لهذا العام ستمائة ناشر ووكيل، إضافة على المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخيرية والأهلية والأندية الأدبية ونوادي القراء وسواها. ورغم ضخامة هذا العدد إلا أنه أقل من عدد المشاركين في العام الماضي والعام الذي سبقه. وربما يكون ضيق المساحة الأرضية سبباً في هذا. أما التنوع في الإصدارات المعروضة فيمثل جانباً مهماً من جوانب اتساع الفعل الثقافي للمعرض. فليس هناك علم أو فن أو تخصص دقيق أو اتجاه فكري أو سياسي أو فلسفي إلا تجد له كتباً عدة وبلغات مختلفة، وبتجوالي في أركان المعرض قرأت عناوين ما كنت لأتصور أن تعرض لدينا بهذه الحرية المطلقة ولا أعني بذلك شذوذها أو مخالفتها للدين والأعراف بالضرورة، ولكنها لم تكن مألوفة قبل سنين قليلة مضت، وهذا دليل على اتساع الأفق الثقافي إيجابياً، الذي تقوده وزارة الثقافة والإعلام باقتدار وهو فهم واقعي لمجريات العصر، الذي أصبح فيه الأثير مفتوحاً لكل نتاج فكري. وأصبح (الإلكترون) فيه الناشر الأول الذي لا يعيقه زمان ولا مكان. وهذا جانب واحد من جوانب اتساع مساحة الفعل الثقافي في المعرض كما ذكرت، أما الجانب الآخر فهو التنوع في الفعاليات الثقافية التي غطت موضوعات متنوعة ومتفرقة، تمثل معالجات دقيقة لكل الهم الثقافي والفكري الذي نعيشه كثقافة الحقوق والمجتمع المدني والحكم الرشيد، ومستقبل الخطاب العربي والإسلامي. والفهم الحقيقي للإسلام، وصناعة الرأي العام وحتى «اللغة المشتركة للتغيير» إضافة إلى موضوعات أدبية قديمة جديدة تتصل بالترجمة والنشر وسواها. وقد قدمت في كل ذلك ندوات ومحاضرات شارك فيها مفكرون سعوديون وعرب وغربيون يتقدمهم السويديون الذين قدموا موضوعات مهمة عن الثقافة السويدية. والأسماء التي قرأنا عنها أو استمعنا إليها أسماء كبيرة ومرموقة عالمياً. وقد وُفقت اللجنة الثقافية في تخير الموضوعات ووضع جدول الفعاليات لهذا العام. والمعرض قيمة مضافة لوزارة الثقافة والإعلام ممثلة بمعالي الوزير المثقف الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة تمم الله له الشفاء والصحة والعافية، ولسعادة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان وللعاملين المخلصين يتقدمهم سعادة مدير إدارة الأندية الأدبية الأستاذ عبدالله الكناني، وبجهد هؤلاء جميعاً غطت المساحة الواسعة للفعل الثقافي للمعرض على المساحة الضيقة المتاحة لدور النشر على الأرض.