بقينا حيناً من الدهر نشتكي من عدم وجود دور نشر تمتهن صناعة النشر بشكل احترافي، وهذا كان من أحد أسباب تدني مستوى تسويق الكتاب لدينا! الآن في هذا المعرض تواجدت حوالي أربع دور نشر محلية نافست بشكل كبير دور النشر الأخرى حتى الأسماء الكبيرة منها، وهذا أثبته مدى الزحام الذي تواجهه إحدى دور النشر السعودية طوال وقت المعرض! ولقد اطلعت على تجارب لبعض المؤلفين السعوديين من أصحاب القصة والرواية مع دور نشر عربية يمتهن أصحابها التسويف وأحياناً الخداع والمراوغة مع المؤلف السعودي (احتفظ بأسماء تلك الدور لنفسي) فهم يعملون أحياناً بدون عقد وإن أبرموه فهم يدعون عدم البيع، لكنهم لا يوفون بالعقود ويأكلون حقوق المؤلفين السعوديين بالباطل، ولقد اشتكى لي أحد المؤلفين من تصرفات ناشر أودعه عصارة فكره من قصة ورواية فلم يعطه لا درهماً ولا ديناراً سوى التسويف والاعتذارات بعدم البيع! رغم أنه قد وصل إلى الطبعة الخامسة في بعض مطبوعات أخينا المؤلف! لذلك فإنني آمل من وزارة الثقافة والإعلام وهي تشجع الكتاب وتخصص له هذا المعرض الرائع أن تحضر لتسويقه ونشره قبل المعرض من خلال تشجيع دور النشر المحلية ووضعها في الصدارة سواء في المعرض أو بوضعها في الأفضلية بالنسبة للشراء منها، وغير ذلك من الأمور التي تدعم صناعة الكتاب، ثم تحرص على أن تشترط ألا يكون لأي دار نشر عربية أية خلافات مع مؤلف سعودي فهذا سوف يجعل الناشرين العرب يضعون للمؤلف السعودي ألف حساب لأنه يعرفون أن وزارته تدافع عنه وتهتم به! أقول ذلك وأنا أعرف أن أحد المؤلفين السعوديين خاطب أحد الناشرين الذين لم يعطه مستحقاته، وقال إنه سوف يشكوه لوزارة الثقافة لتمنعه من حضور المعرض! لكن الناشر العربي لا يزال يشارك يبيع ويجمع غلته ثم يسافر دون أن يؤنبه ضمير، في نفس الوقت أشيد بتعامل إحدى دور النشر المحلية التي تشارك هذا العام لأول مرة لوجود هذه الاحترافية والمصداقية في التعامل، فهي تدفع للمؤلف أثناء إبرام العقد وليس بعد! لذلك فإن مثل الدور المحلية افترض واقترح أن يفكر المسؤولون في الوزارة في كيفية دعمها وتشجيعها لأنها في حال كبرت فستكون عونا للوزارة على تشجيع الثقافة ونشر الكتاب في كل مكان! فاصلة: كنت أقف والزميل سعيد دحية الزهراني مع المشرف على هيئة الأمر بالمعروف والمنكر في معرض الكتاب، سألته عن الأمن هل هو مستتب في المعرض؟ قال: هو مستتب تماماً، بل إن المعرض هذا العام من أفضل المعارض تنظيماً! وقال إن لديهم نحو أربعين شخصاً يتوزعون إلى عدد من الفرق! وجود رجال الهيئة ورجال الأمن ضروري فلهم جهود يجب تقديرها من الناحية (التنظيمية) في مثل هذه التجمعات التي تتسم بالزحام، خصوصاً أنهم يتعاملون بشكل راق وحضاري مع الزائرين، وهم من أسباب نجاح المعرض هذا العام، ولعل من أسباب النجاح أيضاً أن المقاطعين استمروا على مقاطعتهم، وكانوا على قلة عددهم يثيرون الصراخ والزعيق والأصوات النشاز والكثير من الغبار أيضاً، وهذا ما افتقدناه في أثر غيابهم، فشكراً لهم فقد أراحوا واستراحوا!