نجحت بلادنا في محاربة الإرهاب بالسياسة الحكيمة التي حاربت الفكر بالفكر ، وحرصت على المناصحة وتطبيق أساليبها بتجربة ناجحة منذ أن بدأت بفكرة من صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز من عام 1425ه وبمن كان يسير بتوجيهاته من مسؤولين في وزارة الداخلية ومن علماء وأكاديميين واستشاريين في تخصصات العقيدة والشريعة وعلم النفس والاجتماع والفقه والسياسة و الشريعة وغيرها حتى نالت في بداياتها تقدير الأممالمتحدة حيث كانت تقوم بالمناصحة داخل الإصلاحيات فكانت نجاحاتها مشرفة وجهودها مقدرة وتعاملها مع أسر الموقوفين في الداخل أو في جوانتانامو حيث كان سمو ولي العهد يتابع بنفسه ويلتقي بأسر وأهالي الموقوفين في جونتانامو حتى تمت إعادتهم في ملحمة إنسانية مشرفة لم تأخذ حقها من الدراسة والإشادة والتحليل الإعلامي . لكن للأسف بعد هذا النجاح الذي حاربت فيه المملكة الإرهاب لم يتزامن ذلك مع دراسات جادة وصادقة وأمينة لتوضح كيف ينشأ الإرهاب حيث يتم تجنب الأسباب الأساسية في ذلك ، بل هناك من يحاول أن يبرر للإرهاب ويرمي أسبابه على الإعلام أو المؤثرات السياسية الخارجية دون النظر إلى الداخل وأسبابه . والذي أراه أن الإرهاب ينشأ مع التشدد والتطرف والغلو ومن التجمعات المشبوهة بعيداً عن الرقابة ومن بعض المعلمين ورفقاء التشدد عن طريق شحن الناشئة والمراهقين والطائشين بأفكار الإنكار ومقاومة أنشطة المجتمع التي ترعاها الدولة عن طريق بث التشكيك والإثارة واللغط كما حصل في تأنيث محلات البيع للنساء ، أو عمل المرأة ، أو مشروع الابتعاث ، ومهرجان الجنادرية ، أو معرض الكتاب بما يقع تحت مسمى الاحتساب وهو ضلال ليس له أصل سليم في الدين لأن الإحتساب عمل جليل شريف أبعد ما يكون من عمل فتية متشددة لا يوجد لديها فقه الإنكار الذي يجب أن يبنى على الفهم والوعي بالدين لا الإنكار في المختلف فيه من أنشطة ترعاها الدولة الحاضنة للإسلام . وهؤلاء يحركهم منظّرو الإسلام السياسي لإضعاف هيبة الدولة وتجنيد هؤلاء الشباب للاتجاه نحو الغلو ثم التشدد ثم التكفير والتفجير وصرفهم عن الاعتدال والدين الوسطي السليم لذا يجب وأد الفتنة من أولها حتى لا يعود الإرهاب من جديد خصوصا أن الفقر والبطالة ليس لهما علاقة بالإرهاب فغالبية هؤلاء الشباب أو حتى الموقوفين منهم من أسر مستقرة ماديا وفي وظائف جيدة ، ومثل من يبرر أو يتعاطف مع هؤلاء المتطرفين فكأنه يريد أن يعيدنا للمربع الأول حيث الإرهاب والتفتيش والتفجير والتكفير . وهاهي المنظمة الإرهابية تتهاوى بعد سقوط ومقتل قائدها لكن أعداء الوطن ممن يستغل الدين لأهداف سياسية يريد أن يعود الشباب للتطرف والإرهاب.