أحاول قدر الإمكان الابتعاد عن القضايا الشخصية، لأنه من البديهي أن هذه المساحة ليست ملكي بل هي للقراء الذين هم بانتظار رأي موضوعي حول شتى القضايا. لكني وجدت مخرجا لموضوع هذه المقالة وهو أن هذه القضية ليست لي وحدي وإنما تعكس واقعا مظلما في مكان ما في وطني. قبل شهرين رزقت بمولودتي الأولى وكانت أمها طالبة جامعية في جامعة حائل، وصادفت واقعة (الولادة) اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول. بالطبع تغيبت الطالبة عن الاختبارات، وإدراكا منا بضيق الوقت، لم يمض على الواقعة يومين إلا والتقرير الطبي على طاولة شؤون الطالبات وقد قبل العذر ووزع على أعضاء هيئة التدريس، هذه الخطوة كانت بمبادرة من زميلات الطالبة اللاتي قمن بتوزيع العذر على أعضاء هيئة التدريس وذلك للبطء الشديد في سير العمل في قسم شؤون الطالبات وضعف إنتاجيته. عضوات هيئة التدريس هن الأخريات ماطلن طويلا في إعادة الاختبارات للطالبة، فالواقعة التي كانت في 6 يناير لم تختبر الطالبة من أجلها إلا في الأسبوع الخامس! بعد أن فات التسجيل للفصل الدراسي الجديد. المحبط أنهن يتحججن بمجلس الكلية الذي لم يحدد موعد اختبارات أصحاب الأعذار! والمحبط أيضا أنهن يجهلن النظام الأكاديمي بالكلية فقد رصدن رمز (F) للمواد التي لم تختبر في حساب الطالبة الأكاديمي، الذي أدى إلى حظر التسجيل والهبوط بالمعدل إلى النصف! في خضم هذه الفوضى العارمة كانت المشرفة العامة على كليات البنات مشغولة ب(الميك أب) وهواتفها المحمولة الفاخرة، في الوقت الذي انشغلت مرؤوساتها بجلسات الغيبة والنميمة وحفلات الشاي! طيلة هذه الأسابيع والطالبة تتردد على شؤون الطالبات والأقسام الأخرى وعضوات هيئة التدريس، وكل موظفة أو أستاذة تبدي رأيها بما يفرضه عليها جهلها باللوائح والأنظمة. وصلنا إلى الأسبوع السادس والطالبة لم تسجل أي مقرر، الأمر الذي جعلني أغضب غضبة مضرية وأرسل خطابا باسمي إلى مدير الجامعة، هدأت الغضبة المضرية ومعاليه لم يرد على خطابي! فذهبت إلى عمادة الكلية قسم البنين، حقيقة كان تعاطفهم جليا وهبوا معي وهم يتمتمون (ربما يكيلون الدعاء على الحمقاوات في قسم البنات) الطريف أنهم عتبوا علي تأخري فقلت لهم إن الطالبة مازالت تلاحق منذ الأسبوع الأول للولادة وإلى هذه اللحظة الموظفات اللاتي يجهلن الأنظمة واللوائح! حقيقة أن قسم البنات عندما علمن بذهابي إلى قسم البنين عتبن على الطالبة اعتقادا منهن أن هذا يفضح مماطلتهن وضعف إنتاجيتهن، لكن يأبى الجهل إلا أن يفضح صاحبه ففي اليوم التالي قالت لها إحدى الموظفات إن معاملتك رفعت إلى قسم البنين! المثير للضحك أن المشرفة العامة لم تضع جدولا لصاحبات الأعذار ولم تسهل إجراءات الطالبة فضلا عن تقوقعها في مكتبها وصعوبة مقابلة الطالبات لها، إلا أنها وفي الأسبوع الخامس من الدراسة تقول للطالبة: «ليس بهذه السرعة المسألة ليست فوضى»! وإلى هذه اللحظة وبعد نجاح الطالبة في مقرراتها لم تُسجل الدرجات في نظام(البانر)ولم يرفع الإيقاف ولم تتمكن الطالبة من التسجيل للفصل الجديد. فنصيحتي لمدير الجامعة أن يعير هذه المشرفة ومرؤوساتها من بقايا كليات التربية إلى شركة الألبان المجاورة تزامنا مع تأنيث (حلابات الأبقار) ليفسحن المجال أمام الشابات ليقضين على ما تبقى من بيروقراطية ممزوجة بالجهل والغرور.