بدءاً من سياسة التهميش المتبعة تجاههم إلى إهمال مكالماتهم، ومروراً بعشوائية الأساتذه، وخرقهم للقوانين، إلى ارتفاع الرسوم الدراسية الفصلية من وجهة نظرهم. كل هذه هموم باح بها طلاب وطالبات منتسبون من مختلف مناطق المملكة للدراسة في جامعة الملك عبدالعزيز. يروي الطالب المنتسب سعيد الغامدي قصته، وكيف أنه اضطر إلى الانتساب إلى جامعة الملك عبدالعزيز، إذ لم يحالفه الحظ في إكمال مسيرة تعليمه كطالب منتظم. يقول: «التحقت بالجامعة كطالب منتسب بمبلغ 3 آلاف ريال، على رغم أن ظروف أسرتي الاقتصادية سيئة، ومع هذا لم أجد أي خدمات تعليمية مقدمة من الجامعة تليق بنا، إذ توجد سلبيات كثيرة تعوق مسيرة تعليمنا». ويضرب الغامدي مثالاً بسيطاً، «سنترال الجامعة لا يرد على اتصالاتنا، وفي حال فعل ذلك، فإنه لا يوصلنا بالشخص المطلوب، ونعاود الاتصال مرات ومرات، من دون جدوى، فضلاً عما نعانيه من الأساتذة الذين لا يوجدون في مكاتبهم بحسب الساعات المكتبية لدينا في جدول الدراسة». أما الطالبتان اللتان رمزتا لاسميهما ب «ت.ع» و«ب.ع» فأكدتا انه يصعب عليهما في أيام كثيرة تصفح موقع الجامعة، لأنه مقفل للصيانة او معطل لساعات، فضلاً عن المشكلات الأخرى التي تواجههما من عدم ظهور كل البيانات المطلوبة، إضافة إلى أنهما يحاولان الاتصال بالأرقام الموجودة في الدليل الإرشادي «ولكن للأسف لا يرد عليهما أحد». وتقول الطالبة «خ.العمري» ومجموعة من زميلاتها اللاتي جمعتهن المعاناة وإن اختلفت في مضمونها انه عند وصولهن للجامعة لا يجدن الأستاذات في مكاتبهن، وإذا وجد بعضهن، فإنهن لا يجدن منهن أي اهتمام، بل على العكس – بحسب العمري – التي تقول: «يتحدثن معنا باستعلاء، حتى أصبحنا نخاف أن نقابلهن، فضلاً عن سؤالهن عما يصعب علينا، كما أنهن لا يوضحن لهن المطلوب دراسته بطريقه واضحة. وتستغرب العمري تلك الطريقة في التعامل، وتضيف: «كأنهن يتعمدن تشتيتنا، فتارة تلزمنا إحدى الأستاذات بمنهج معين، وتلزمهن بشراء كتاب ومذكرات وملازم، وتارة تعود وتغير المنهج وتحذف فصولاً، ثم تعود لإضافتها، وعند مناقشتها ترد بعصبية. أما الطالبة «ر. الشريف» فتشكو معاملة وكيلة كلية الآداب التي تقابلهن عند مدخل مكتبها بعد طول انتظار بتعال، وتتعامل معهن بطريقة غير لائقة، قبل أن تحولهن إلى موظفات «لا يقدمن لنا خدمة مرضية تليق بمؤسسة تعليمية وثقافيه كبيرة تحمل اسم مؤسس هذا الكيان العظيم». وتؤكد الطالبتان «س. العمودي» والطالبة «ح. القحطاني» أن أسلوب الفوقية في التعامل سمة واضحة عند غالبية الموظفات، فضلاً عن مماطلتهن في تقديم الخدمة للطالبات إذا ما احتجن إليها، قبل أن تبدأ دوامة التحويل من موظفة إلى أخرى ومن قسم إلى قسم ومن كلية إلى أخرى، مروراً بعمادة القبول والتسجيل، ومن ثم العودة في الاتجاه نفسه من دون فائدة. من جهته، يحكي الطالب محمد الحربي قصته، فيقول: «راتبي لا يتجاوز 3200 ريال وقدمت من المدينةالمنورة لكي احضر الدورة التأهيلية المنعقدة في الجامعة، فلم أجد خريطة إرشادية للمباني ورقم الغرف»، مبدياً استغرابه من مطالبة الموقع الالكتروني الخاص بالجامعة بدفع مبالغ مالية إضافة إلى رسوم الدراسة في مقابل الاستفسار عما يخص مادة معينة، فالرسالة ب 3 ريال للاستفسار عن المادة. ويلتقط أطراف الحديث زميله «س.المحمادي» فيقول: «رسوم الدراسة تعتبر كبيرة جداً مقارنة بالظروف التي نعيشها، إضافة إلى دفع مبلغ 1000 ريال لكي تقوم الجامعة بنقل الاختبار إلى المدينة التي يعيش فيها الطالب، وهي الرياض والدمام وأبها، والطالب الذي من خارج تلك المدن يتحمل معاناة السفر وتكاليف السكن والمعيشة والتنقلات من جيبه الخاص. واقترح الطالب ماجد الزهراني أن تكون رسوم الدراسة بحسب الساعات المسجلة، «إذ ليس من المعقول أن الطالب الذي يسجل 9 ساعات يدفع 3000 ريال، متساوياً مع الطالب الذي سجل 17 ساعة، فهذا إجحاف بحق الطالب. الطالبة «لا. الأحمدي» تدرس وزوجها بنظام الانتساب مع أن ظروفهما المادية غير جيدة بحسب وصفها، ولديهما أطفال يضعانهم لدى أقاربهما لنحو أسبوعين، وهما يمران بكل المشكلات التي ذكرها زملاؤهم سابقاً، لكن بشكل مضاعف كونهما أسرة واحدة، فهما يدفعان 6 آلاف ريال للفصل الدراسي الواحد، إضافة إلى معاناتهما مع الاتصالات الهاتفية بالجامعة التي لا يرد عليها في الغالب أحد. ويبوح الطالب محمد القحطاني بشكواه، فيقول: «بعض الأساتذه يحدد لنا منهجاً للدراسة، ونفاجئ بأسئلة من منهج آخر، لم يدخل ضمن المنهج المحدد، وعند مناقشته يقول أنت طالب جامعي يجب أن تعرف كل شيء»، مؤكداً أن ذلك يزيد من جرعة الإحباط لديهم. ويتحدث عن التناقض في الجامعة، فيشير إلى أن مدة الاختبار الرسمية غير ملتزم بها، «هناك تناقض بين الوقت الفعلي والوقت المسموح به في جدول الاختبارات، فبعض الاساتذه لا يسمح بأكثر من 90 دقيقة يذهب جزء منها في توزيع الأسئلة». ويستطرد: «ساعة ونصف الساعة لا تكفي لحل 100 سؤال، فبعض الأسئلة تحتاج إلى 3 دقائق لحل معادلة واحدة إذا كان الطالب متمكناً من الإجابة».