«الأشياء السيئة تحاصرنا من كل جانب».. هكذا عبّر عدد من طالبات كلية العلوم بالدمام عن حالهن داخل مبنى كليتهن الذي يعاني سوء الصيانة والنظافة؛ الأمر الذي يهدد سلامتهن ويقلل من استعدادهن الذهني في المحاضرات؛ فبعض قاعات الدراسة يفتقر إلى أبسط معايير الجودة؛ فالمياه تتساقط من الأسقف وتصنع بركا في وسط القاعات تتجمع حولها القاذورات والبعوض، فضلا عن الخرسانة المتهالكة التي تعلو رؤوسهن، وسقوط عدد من قطع الديكور في الممرات الواحدة تلو الأخرى، لدرجة أن بعضهن فكر في الدعوة إلى إضراب عن الدراسة إلى حين إصلاح الأمور، إلا أنهن تراجعن عنها خوفا على مستقبلهن الدراسي. اشتكينا.. ولكن! وقالت الطالبة وضحى: «كوني مصابة بالربو فإن الأمر بات بالنسبة إليّ أشبه بالمعاناة؛ فعلى الرغم من إبلاغ المعيدات ورئيسة القسم بالوضع إلا أن الأمور باقية على حالها، ولا نسمع إلا عبارة (سننظر في الأمر)، وبعدها لا شيء يحدث». وأشارت إلى اكتظاظ مدرجات القاعات سيئة التكييف في بعض الأحيان بأكثر من 160 طالبة، وهو ما أصابها بعدة أزمات صحية نتيجة التزاحم وسوء التهوية وحرارة الجو، إلى جانب تجمعات البعوض في المدرجات؛ ما يجعل الواحدة منهن تنصرف عن المحاضرة وتتفرغ في حماية نفسها من هجمات البعوض. وأضافت وضحى: «لم يقتصر الأمر على سوء الصيانة وقطع الديكور المتهالكة؛ بل طال الأمر دورات المياه التي لم تعد تصلح للاستخدام الآدمي». محاضرات نظرية فقط وذكرت سارة أنهن، رغم صعوبة نظام التدريس بالكلية، يواجهن عقبات كثيرة في سبيل إكمالهن الدراسة والحصول على شهادة البكالوريوس. مشيرة إلى أنهن يتلقين محاضرات نظرية فقط؛ فمعامل الحاسب الآلي لا تعمل منذ بداية العام الدراسي نتيجة سوء الصيانة وتلف معظم الأجهزة الموجودة بها، وهو ما يؤثر سلبا في أداء الطالبات الدراسي خاصة أيام الاختبارات. وذكرت أن بعض الطالبات فكَّرن في الدعوة إلى الإضراب عن الدراسة، وبدأن في جمع توقيعات الطالبات على ورقة بهذا الخصوص، إلا أن الفكرة لم تنجح بعد أن تلقين تهديدات من قبل الإدارة بإحالة كل طالبة تشارك في هذا الإضراب إلى مجلس تأديبي. نفسيات محبطة وقالت نورة: «كثيرة هي التحديات التي واجهناها منذ بداية العام، التي شكّلت معها نفسيات محبطة وغير مقبلة على الاستذكار لطالبات يتميزن بالتفوق الدراسي، بداية من تغيير بوابات الدخول التي أوجدت ازدحاما هائلا كل يوم وتدافعا بين الطالبات، مرورا بإغلاق البوابة الساعة الثانية ظهرا، وصولا إلى سوء الخرسانة والأسقف المكشوفة التي تنهمر المياه منها، علاوة على سوء التكييف وعدم نظافة دورات المياه وانبعاث الروائح الكريهة منها». وأشارت إلى أن طالبات الكلية اشتكين كثيرا للمعيدات عن الوضع، إلا أنهن لا يملكن عصا سحرية لعلاج تلك المشكلات، وقالت «نريد حلولا جذرية لمشكلاتنا.. نريد من المسؤولين أن يقفوا على معاناتنا؛ فلم نعد نطيق الذهاب إلى الكلية التي أصبحت جامعة، ولكنها تفتقر إلى أبسط مقومات الجامعة». «شمس» حاولت الوصول إلى إدارة العلاقات العامة بالجامعة للحصول على تعليق حول الأمر، لكن لم تكن هناك استجابة لاتصالاتها المتكررة.