طرفة عبدالرحمن - اليوم السعودية دفع بي ظرف صحي طارئ إلى زيارة أحد المستشفيات الخاصة في ساعة متأخرة من الليل .. وكان في قسم الطوارئ الذي توجهت له عدد ليس بقليل من حالات الانتظار أتاح لي فرصة جبرية للتأمل في ذلك المشهد المتكرر والمستفز، فرأيت كيف تتعامل تلك الطائفة الطبية في المستشفى والتي لا يوجد بينها فرد سعودي واحد مع الحالات السعودية مقابل تلك الحالات غير السعودية، فالممرض والطبيب عندما يتعامل مع حالة المريض الأجنبي يكون ذلك بالحديث معه بكل احترام موجها له عينيه مخاطبا له بنبرة صوت طبيعية، بينما يكون الوضع مغايرا عندما تكون الحالة سعودية فاتجاه النظر عند الحديث يبعد إلى أي مكان باستثناء العينين بنبرة صوت مختلفة ترتفع عندما تزداد أسئلة المريض وفي بعض الحالات يكمل الكلمتين الأخيرتين من حديثه بإعطاء ظهره لذلك (الغلبان). هذه النعرة والفوقية التي يشعر بها معظم الأجانب ما مصدرها؟ هل هو شعورهم بامتلاك (علم) الناس دائما في حاجة له؟؟ يبدو للأسف أن السعودي ذاته هو من جعل الأجنبي عملاقا يمارس تلك الفوقية المتوهمة وجعل غيره أقزاما أمامه وذلك عندما جعل التعليم في بلده مترهلا ووظف الأجنبي في مقعد السعودي وأعطاه الثقة ولجأ له في كل صغيرة وكبيرة إذا كانت الإجابة بنعم فلماذا نرى عكس ذلك (وبدون عنصرية) في الطاقم الطبي السعودي الذي جمع بين العلم والأخلاق باستثناء من شذ عن ذلك منهم فلا نقيس عليه، ولماذا توجه هذه العنجهية للسعودي دونا عن غيره من الجنسيات خاصة وأن الشخصية السعودية بشكل عام تتميز بالطيبة في التعامل والركون للسلم دائما والدليل أن أكثر الحالات التي شاهدتها في ذلك اليوم وأشهدها دوما سواء في المستشفيات الخاصة أو الحكومية أو غيرها لا تتذمر ولا تبدي استياء من هذه المعاملة المجحفة إلا ما ندر .. والمستشفى عينة من عدة دوائر يتكرر فيها ذلك. فالسعودي مبخوس الحق مقارنة بالأجنبي أينما ثقف سائحا أو مريضا أو موظفا كان .. ويبدو للأسف أن السعودي ذاته هو من جعل الأجنبي عملاقا يمارس تلك الفوقية المتوهمة وجعل غيره أقزاما أمامه وذلك عندما جعل التعليم في بلده مترهلا ووظف الأجنبي في مقعد السعودي وأعطاه الثقة ولجأ له في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالتطوير سواء في نظامه الاقتصادي أو الصحي أو الإعلامي وغيره وغيره. مع احترامنا وتقديرنا لكل أجنبي ساهم معنا في العطاء لهذا الوطن إذا كان مقدرا باحترام قيمة اللقمة التي اقتسمها مع ابن هذا البلد.