قبل بضعة أيام قرأت مقالين يتناولان موضوعا واحدا هو ضمور طاقة الفرح في مجتمعنا .. الأول مقال الأستاذ محمد الرطيان بعنوان (ابتسموا) في 30/1/2012م والثاني مقال الأستاذ محمد البكر بعنوان (سواليف) وهو يضمر عنوان ابتسموا في 2/2/2012م. يقول (علم النفس الايجابي). «إن كلا من التفاؤل والتشاؤم هما أسلوبان في التفسير المعرفي للواقع.. فأسلوب التفسير المتشائم هو الذي يؤدي إلى روح الهزيمة والاستسلام ومشاعر الاكتئاب وأما أسلوب التفسير المتفائل فهو يؤدي إلى شحذ الهمم والنهوض إلى البحث عن الحلول». هذا ما يقوله العلم ولكن النقطة التي ينبغي الوقوف عليها هي : كيف التفسير؟ وبالاستناد إلى أي مصدر معرفي وموضوعي وليس فقط ذاتيا كما يقترح النص. التفسير يحتاج الى مصباح: فما هو هذا المصباح الذي يحمله هذا الفرد أو ذاك أو هذا المجتمع أو ذاك في سبيل التفسير الذي يراه صائبا. متفائلا كان أو متشائما ضاحكا كان أو باكيا. توضيحا أقول لنتصور أن اماني فردين من مجتمعين مختلفين : مجتمع ينعم بالحرية والمعرفة الحرة والتعبير الآمن ومجتمع يقمع الحرية الفردية والمعرفة الحرة والتعبير المراقب.. فهل يكون تفسيرهما لواقعة ما تفسيرا واحدا؟ كلا .. لن يكون واحدا.. فالعلم يقول: «يتصرف الناس في حالات استفحال البطش والقهر الى طلب الحماية من خلال سلوكيات الانكفاء والتسليم والرضوخ».. اقرأ هذا, ومع ذلك ابتسم.