لازالت حوادث العقوق تتزايد وتتنامى في مجتمعاتنا، وهو أمر مؤلم،ولعل من هذه الحالات ما تناولته إحدى الصحف مؤخرًا عن القبض على والد أحد اللاعبين النجوم في دوري زين الذي يعيش بحفر الباطن نتيجة قيامه بعمل مخالف استوجب إيقافه أمنيًا، وبرر ذلك لحاجته للمال، والحصول على لقمة العيش، وقيل في الخبر إن الابن يملك الملايين والأب يعاني من الفقر، وهذا للأسف قمة العقوق أن يكون عندك كلاعب مال، ولا تعطي والدك شيئا مما تملك من مال،و مثل هذا الفعل هو من العقوق الذي نهى عنه الشارع الكريم، يقول المولى سبحان وتعالى :(وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشرِكُوا بِهِ شيْئًا وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسانًا وَ بِذِى الْقُرْبى وَ الْيَتَامَى وَ الْمَساكِينِ وَ الجَْارِ ذِى الْقُرْبى وَ الجَْارِ الْجُنُبِ وَ الصاحِبِ بِالْجَنبِ وَ ابْنِ السبِيلِ وَ مَا مَلَكَت أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يحِب مَن كانَ مخْتَالا فَخُورًا) ) سورة النساء فلفضل الوالدين قرنهما بعبادته وعدم الإشراك به، وبعض الأبناء يفرط في البر بوالديه كليهما أو احدهما، فما بالك بمن يجري المال على يديه ويترك والده ولا يساعده على مصاعب المعيشة، إنها كارثة كبيرة تحدث من بعض الأبناء تجاه والديهم، وهو ليس جديدًا في مثل هذه الحالات فقد كتبت في فترات سابقة عن لاعب انتهى من الملاعب سريعًا وكان للأسف عاقًا لوالده الذي كان بحاجة لمساعدته،وكانت الأموال تجري في يده قبل أن يتغير حاله بعد تركه ناديه،واستنفاد الأموال التي كانت بيده، وعاد فقيرًا معدمًا فماذا كان سيضيره لو ساعد والده وتلقى منه دعوات مباركة واستمرارية لهذه الدعوات لا أن تكون دعوات عليه،وهذا ما يحدث من بعض الآباء الذي يدعو على ابنه بعد أن يرى مثل تلك المواقف السيئة منه. وفي المقابل لا يمكن أن نجحف حق لاعبين آخرين بارين بوالديهم، منهم من اشترى العقار ووضعه بأسمائهم بالتساوي إكرامًا لهم على حسن تربيتهم له، وبرًا بهما ويذكرون بالخير في هذا الجانب وفقهم الله لكل خير، وهذا أمر مبهج ويسعد كل محب،وسيجدون ثمار ذلك بإذن الله في ذريتهم. والحقيقة أن قصص العقوق كثرت في هذا الزمان وغطت على قصص البر بالوالدين، وما حوادث القتل للوالدين من الأبناء في هذا الزمان إلا دلالة على عقوقهم نسأل الله أن يبعد عنا وعنكم عقوق الأبناء، وأن يرزق الجميع بر أبنائهم ويأخذ بأيديهم للبروالتقوى إنه جواد كريم.