لا تتوقعوا إنني سأعلق على تغريدة الشيحي. ولكني سأستعير مقولته الشهيرة في وصفه بما حدث في بهو فندق ضيوف ملتقى المثقفين السعوديين بأن هنالك خزياً وعاراً.أنا لم احضر الملتقى ولم اذهب للفندق لظروف خاصة. إضافة إلى أنه لم يتم دعوتي للقاء. وكذلك برنامج الملتقى لم يكن محفزا للحضور. وهذا ما جعل الإقبال على الندوات لا يتجاوز العشرات كما علمت على الرغم أن هنالك ألف مثقف مدعو لهذا الملتقى. عموما لقد كانت كلمتا الخزي والعار قاسية ومؤلمة.ولكن المحزن حقيقة هو صدى تلك الكلمات لدى عامة الناس.للأسف الصورة النمطية للمثقفين وتحديدا الأدباء مشوهة. ليست لهم قيمة ولا تقدير. مقارنة بلاعبي الكرة مثلا. وأنا هنا لن ادخل في جدل الاهتمام بالثقافة أو كرة القدم. ولكن دعونا نتساءل لماذا صورة المثقف مشوهة. لماذا المبدع يحلق بعيدا لوحده خارج السرب.إذا استثنينا القصيبي رحمه الله من هو المبدع الذي يتابعه الأغلبية من الناس.حتى القصيبي هنالك من ألبسه حلة الخزي والعار. للأسف نسبة القراءة متدنية لدينا وهنالك من يقرأ وفق ما يملى عليه ويستقبل ما يرده من آراء شاذة تجاه بعض الكتاب بأن ذلك علماني والآخر ليبرالي و كلاهما فسق. يصدق ذلك ويعممه دون أن بتأكد. ومثال ذلك تعميم الانحراف والفسق على كل ضيوف الملتقى. و نشر صور لبعض الأدباء. التقطت في لقاءات خارج المملكة بأنها في فندق الضيوف.وإجماع الناس وفقا للمنتديات بأن ذلك حدث فعلا. أنا اعرف أن هنالك ممارسات شاذة ممن يحسبون على الثقافة ولكن الشاذ لا يعمم.أتمنى من وزارة الثقافة والإعلام وضع مشروع تغيير الصورة النمطية للمثقفين من أولوياتها. إن الشاعر أو الروائي أو القاص أو المسرحي أو حتى الناقد له احترام في كل دول العالم.وهؤلاء المبدعون رافد حضاري مهم لكل الدول. فنحن نعرف أسماء المبدعين في أمريكا اللاتينية ونقرأ أعمالهم التي تعرفنا على حياتهم وبلدانهم . وهنا تكمن أهمية المبدع. قبل أشهر تحدثت عن غياب الرواية السعودية عن قائمة ترشيحات البوكر. وكما توقعت مر الأمر بصورة عادية باستثناء كم مقالة وتحقيق نشرته الصحف بعد الإعلان ونسي الأمر.صدقوني هي سمعة وطن. فكما نحن نحرص ونسعد عندما تحقق منتخباتنا الرياضية تفوقا على مستوى العالم. لا بد أن نبحث عن أسباب عدم الاعتراف بالإبداع في المملكة. ربما من أهم الأسباب اقترانها بوصمة الخزي والعار. إذا كنت غير مقدر ومحترم من قبل الناس في بلدك فكيف تبحث عن التقدير في الخارج.