نحن نخلط بين المثقف والأديب بدليل أن الذين دعتهم وزارة الثقافة والإعلام لمؤتمر الأدباء ، هم أنفسهم الذين دعتهم لملتقى المثقفين ، وهناك اتجاه بدمج النوادي الأدبية مع جمعيات الثقافة والفنون ، ولمَ لا ؟ فكله عند العرب صابون ، أو هذا كله قبر مالك ، والثقافة وفقاً لتعريف موسوعة ويكيبيديا ليست مجموعة من الأفكار فحسب ، ولكنها نظرية في السلوك بما يرسم طريق الحياة إجمالا ، وما يتمثل فيه الطابع العام الذي ينطبع عليه شعب من الشعوب ، وهي الوجوه المميزة لمقومات الأمة التي تميزها عن الجماعات الأخرى ... وفي الجملة فإن الثقافة هي الكل المركب الذي يتضمن المعارف والعقائد والأخلاق والقوانين والعادات ، وعلى هذا فالمثقف هو الملم بمعارف وعقائد وفنون وأخلاق وقوانين وعادات بلده ، وليس شرطاً أن يكون أديباً أو مبدعاً ، ولكنه ينبغي أن يكون في سلوكه منتمياً للوطن ومهموماً بالشأن العام ومستقلاً عن السلطة ، بل هو سلطة في حد ذاته ، وهناك أمثلة عالمية لهذا المثقف مثل اللورد برتراند رسل وجان بول سارتر وشارل شابلن ، وعندنا في العالم العربي طه حسين ، وعندنا اثنان ليسا أديبين ولكن يمكن أن يقتربا من تعريف المثقف ، ، وفي حاجة إلى أن يكون لهما دور أكبر في الشأن العام والقضايا الاجتماعية وهما الدكتور طارق علي فدعق والدكتور علي عدنان عشقي فالأول مهندس ولكنه ملم بكل العلوم التي يبسطها للجماهير في مقاله الأسبوعي في صحيفة عكاظ ، كما أنه أكاديمي وعضو في المجلس البلدي ومجلس الشورى والثاني أكاديمي ولكنه قرب علوم البيئة للجماهير وجعل منها قضية عامة أقضت مضجع المسئولين ، وليته يعين عضواً في مجلس الشورى ، ولا أعتقد أن أي واحد منهما قد دعي لملتقى المثقفين .