جاسر الجاسر- الشرق السعودية الخبر الذي نشرته “سبق” على ذمتها عن مناصحة ثلاثة من الدعاة لثلاث من فتيات الليل في شقة في البحرين، يستحق أن يكون الخبر الأكثر غرابة في 2011، والخبر الكارثي في مجال الدعوة لمفارقاته الكثر. سليمان الجبيلان واثنان من رفاقه تعرضوا لغزوة غاشمة من ثلاث بغايا اضطرتهم إلى إدخالهن الشقة ومناصحتهن دون جدوى؛ لأنهن يبحثن عن المتعة وليس النصيحة. وبعد تجريب كل وسائلهم الدعوية، ورصيد خبرتهم في ذلك مع إصرارهن على الانحراف طلبوا الشرطة لتطردهن خارجاً. قبل كل شيء هذه خلوة مغلظة، ومن المؤكد أن الفتيات الثلاث كن يرتدين ملابس فاضحة، ويكثرن من الغنج والاستدراج، فكيف جاز الخلو بهن في شقة مغلقة؟ وهل شاعت فينا الكهنوتية إلى درجة اليقين بوجود أشخاص لا تطالهم الفتن ولا يمسهم الإغراء، ولا يأتيهم الباطل من أي جانب؟ وكيف أجمع الثلاثة على إدخالهن الشقة مع أنه يكفي إغلاق الباب، ما لم يحاولن الاقتحام بقوة السلاح، أو كن من بطلات كمال الأجسام؟ وكم كانت فترة المناصحة وماذا دار فيها؟ وكيف كانت طريقة جلوسهن؟ وهل ناصحوهن مواجهة أم غضوا النظر وأعطوهن ظهورهم والحديث إليهن من خلف حجاب؟ وهل انتظرن إلى حين وصول الشرطة أم غادرن بعد المناصحة والرفض؟ ولماذا لم يتصل الوعاظ بالشرطة بداية فيعاقبن بحكم التعدي على سكن خاص؟ ولماذا جئن بعد أن أبلغوا الحارس برفضهم لذلك؟ القصة غريبة ولا منطق فيها، وربما كان غاية هؤلاء الوعاظ الترويع من حجم الدعارة بطريقة مسرحية مبتكرة مساندة للحسيني في تصريحاته. المنطق، إن وجد، يقتضي التحذير من هؤلاء وأساليبهم، فلماذا الهيجان والتوتر والتحذير من الاختلاط كلما لاح شبح امرأة في الشارع، بينما الخلوة الفاضحة تمر اعتيادياً وكأنها أحد أبواب الدعوة؟ إذا كان لا ضرر من الخلوة الدعوية وارتياد الكنائس، فقد يصبح المجتمع كله دعاة ووعاظاً؛ فتنتهي إشكالات الاختلاط وارتباكات العلاقة مع الآخر!