* أهلاً بكم في مقتطفات الجمعة رقم 419 *** * حافز الجمعة: الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو، صاحب "العقد الاجتماعي" كتب: "ليست هناك سعادة بلا شجاعة، ولا فضيلة بلا معاناة". *** * لو سُئلتُ ما المحكُّ الفعلي لتحقيق صفة القائد الأصيلة؟ فجوابي: هو القائد الذي يطرح على نفسه بصدق وبحث وتقصٍّ هذه الأسئلة: "ما الذي يقلق الناس؟ ما الذي يحاول أن يقوله الناس؟ بماذا يفكر به الناس؟ ما الذي يبحث عنه الناس؟" إجابة هذه الأسئلة عملياً وتطبيقا ومتابعةً ورصداً هي التحدي الحقيقي الذي يحدد صفة القائد، والزعيم.. وكل مسؤول عن الناس. *** * اللهم ارفع عن عبدك الذي عمل من أجلك الدكتور عبد الرحمن السميط، والطف به، واغمره بعظمة مشيئتك. فقد كان من سعادته أن يعمل بشجاعة، وتحمل ما لا يوصف من صنوف المعاناة من أجل الفضائل العليا. كان قائداً عظيماً عرف ما يريد وعرف ما يريد المسلمون من غير أن يطلب قيادة، ومن غير أن يُكرَّس قائدا.. الرجل الذي قلتُ له، وقلت عنه، ولا أزال أقول إن قلبه أخذ شكل القارة الإفريقية. لم أكن من المتحمّسين لجائزة نوبل للسميط وهو واحد من أعظم العاملين بالعالم.. لسبب أنّ لا جائزة توازي جوائز السماء. *** * وضح فشل فرقة الجامعة العربية لسورية من بدايتها، ويبدو كأنها تجامل السفاحَ أكثر من كشفها وتسجيلها لما يفعله بالضحية.. يقول رئيس اللجنة إنه يحتاج وقتا لمعرفة الحقيقة.. والحقيقة هي أول ما صدمت العينَ أول نزول الفريق أرض سورية.. كمن تلهب رأسه الشمس ويقول أحتاج وقتا لإثبات وجود الشمس. وبان فشلهم من أول بنود الاتفاقية الذي يطالب فورا بإيقاف العنف والدماء، بينما زادت أمام نظر الدنيا حمامات الدم ووتيرة السفك.. ثم، كيف يكون عسكريُّ رئيسا للجنة في مهمة مدنية بحتة؟ كان المفروض أن يكون الرئيسُ مدنيا إنسانيا حقوقيا، ليكون العسكريُّ أحد الأعضاء.. وكان.. وكان.. إلا أن الحاضرَ الأوحد حتى الآن هو الدمُ متدفقا يروي ترابا يتعطش للحرية وكرامة الإنسان. *** * يقول "جوته" الألماني: "الإنسانُ الكائنُ الوحيد الذي يعرف أن يطلب الحرية..". كم عدد البشر الذين يثبتون أنهم من فصيلة الإنسان؟ وكم أولئك الذين يثبتون.. العكس؟! *** * اختارت مجلة "التايم" بعددها للثاني من كانون الثاني (يناير) 2012، وهو الذي يسجل نهاية عام 2011 "الثائر" كشخصيته لعام 2011. ومما كتبه "ريك ستنجل" بمقدمة موضوع الغلاف: "لم يكن أحدٌ ليعلم أن بائع عربة فواكه تونسيا بسيطا يعيش في قرية لا تظهر على الخريطة من الممكن أن يطيح بديكتاتوري العالم العربي بدءا بالتونسي ثم المصري ثم الليبي، واليمني، ويزعزع النظامَ في سورية والبحرين. وأن روحَ الثورة "البنسعيدية" العربية اجتاحت العالم من احتلال وول ستريت في أمريكا، إلى ثورة الناس في موسكو. *** * رسالة للرقيب الإعلامي المحلي: اشتريتُ مجلة "التايم" من مكتبة في البحرين، ولم يقم الرقيبُ البحريني بتمزيق الصفحة التي ذكر بها "ستنجل" زعزعة نظام البحرين وقرنها مع سورية واليمن.. لسببٍ منطقي: لو مزق الرقيبُ الصفحة لأثبت ما كُتب وبوسيلةٍ تخلو من عنصر مهم: الذكاء! *** * سؤال من ندى العسار الكويت: لم أقرأ عن الغيرة النسائية في أساطير الإغريق، فهل هي غير موجودة؟ بل موجودة وبقوة يا ندى، "فيسكي" كانت ابنة ملك وهي بشريّة فانية بغاية الجمال لدرجة أن الناس يقطعون المسافات الطوال لينظروا في حسن وجهها. وهنا غارت آلهة الحب والجمال "فينوس"، وأوعزت لابنها "كيوبيد" حامل قوس وسهام الحب، أن يجعلها مكروهة لا يطيقها الرجال.. رغم تردد "كيوبيد" وبكائه من أجل الفتاة "فيسكي".. إلا أنه نفذ إرادة أمه. *** * والمهم: "ماركوس أوريليوس" الإمبراطور الروماني الحكيم قال: "كل امرئ يقوم بما صنع منه".. يعني، من جُبِل على الحرية سيُمضي حياتَه بحثا عنها، ومن جُبِلَ على الخضوع سيعيش ويموت لا يعرف أن الحرية موجودة على الأرض.. ولن يبحث عنها! في أمان الله..