قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك إن الحزب الذى يحصل على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان المصري القادم، غالباً سيكون حزب الحرية والعدالة، الذى يمثل الإخوان المسلمين. وأكد فيسك أن الإخوان سيحصلون على أكبر عدد من مقاعد البرلمان، وهذا يعنى أن ذلك الحزب منوط به تشكيل الحكومة، وربما لا يرضى بذلك المجلس العسكرى، مضيفاً: "إن كان الأمر كذلك إذن فلماذا صوت هذا الشعب لتلك الأحزاب فى الانتخابات؟". وأشار الخبير في شئون الشرق الأوسط أن مصر بها أكبر عدد سكان داخل المنطقة، وعليها أن تجد دورها القيادى فى الشرق الأوسط"، موضحا أن هذا الدور يحدث ببطئ، ويجب أن يكون لمصر دور القيادة والريادة بالمنطقة، "لكن الثورات تستغرق وقتاً طويلاً، وأظن أن الثورة المصرية عندما تنتهى سأكون فى عداد الموتى نتيجة لتقدم عمرى، على مصر أن تحل مشاكلها بشكل ديمقراطى قبل أن تبدأ التفكير فى استرداد دورها الريادى فى العالم العربى". وعلى صعيد وضع القوات المسلحة بعد الانتخابات ذكر فيسك في اللقاء الذي أجرته معه قناة "النهار" الفضائية، أنه كتب عقب رحيل الرئيس السابق مبارك، إن القوات المسلحة ستحاول أن تحافظ على صلاحياتها ومزاياها لتوحى أنها تحافظ على الدستور، ولكن من الصعب أن تسيطر على البرلمان القادم، وإلا لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية بمفهومها الشامل. وأضاف فيسك، سنرى نوايا الجيش خلال الأيام البسيطة القادمة، خاصة أن الجيش مازال يحظى باحترام الشعب، لكن المجلس العسكرى يختلف أمره بالنسبة للشعب، والأمر واضح على جدران البنايات فى ميدان التحرير، فهناك مكتوب رأى الشباب فى المجلس العسكرى. وتابع فيسك، لنتمعن فى البيان رقم 68 الصادر من القوات المسلحة، فما معنى ذلك البيان، خاصة أن الدستور المصرى لسنة 71، يقرر عندما لا يصبح الرئيس قادراً على القيام بمهامه، فإن صلاحياته تنتقل لرئيس المحكمة الدستورية العليا وليس للمجلس العسكرى، قائلاً: "إن تلك المسألة وهذه التساؤلات تحيره حتى الآن"، فماذا يريد المجلس العسكرى من كل تلك الصلاحيات، مضيفاً: على الشعب المصرى ألا يستبدل "مبارك" ب"مبارك آخر". وعلى صعيد العلاقات المصرية الإسرائيلية أشار فيسك إلى أن الخطر الحقيقي لدى الجانب الإسرائيلى أن تكون هناك ديمقراطية بحق فى مصر ولكنها لم تحدث حتى الآن، فإسرائيل فى السابق عندما كانت تريد أن تقول شيئاً كانت تبلغ أمريكا وبعدها تمارس الإدارة الأمريكية الضغوط على الجانب المصرى، لكن ذلك الأمر انتهى تماماً، والوضع الآن أصبح مختلفاً، ذلك لأن المصريين لم يعد يعنيهم ماذا تقول أمريكا، لأنهم فى طريقهم لحكم أنفسهم، وهو أمر مخيف جداً للجانب الإسرائيلى. وعن الموقف أمريكا من تطبيق الديمقراطية فى البلدان العربية، قال فيسك، إن البلدان والأمم ترحب دائماً بما فى مصلحتها وليس فى مصلحه الآخرين، مستشهداً بالمثال التركى الذى قال عنه "إن الأمريكيين يقولون إن تركيا لابد أن تكون النموذج الذى يحتذى به العرب ولكن المسألة مختلفة، فتركيا ارتكبت مذابح فى أرمينيا ولديها مشكلات مع الأكراد أيضاً". ولفت إلى أن الأمريكيين يقولون دائماً إن تركيا مثال ونموذج طيب عن الديمقراطية، لكن فى عام 2003 عندما أرادت القوات الأمريكية أن تدخل الأراضى العراقية من خلال الأراضى التركية، وكانت هناك ديمقراطية فى تركيا ورفضوا هذا الأمر، قائلين"لا يمكن أن تعبر القوات الأمريكية إلى العراق من خلال أراضينا"، الأمر الذى جعل أمريكا تنهى امتداحها للديمقراطية التركية بسبب أنها وقفت فى طريق مصالحها، مشددا على أن هذه المسألة لابد من الانتباه إليها جيداً.