في زمننا هذا ينكشف الفاسد، ويظهر المجتهد، ويعرف الناجح، ولا يجامل الفاشل، في وقتنا لا ينفع تنميق الخطاب ولا تجميل القبيح، وفي وقتنا هذا تطورت أساليب استهداف المؤسسات الناجحة والأشخاص البارزين. أطلقت مجلة ساينس الأمريكية تقريرا عن جامعات المملكة وأن هذه الجامعات تشتري التميز الأكاديمي، القصة ملفتة ومثيرة، لكن علينا التثبت والقراءة والبحث قبل أن نصبح بجهل وتسرع وقودا لنار تريد نسف ما تحقق على الطريق الصحيح بعد سنوات كنا فيها في غيبوبة علمية جعلتنا نتذيل قوائم التصنيف الأكاديمي. التميز الذي حققته جامعة الملك سعود على سبيل المثال لا يمكن تجاهله ولا إنكاره ولا الحط من قيمته، وهو ماثل للعيان، والنظام الأكاديمي والإداري يشهد تطورا كبيرا يلمسه الأكاديميون والطلاب والمجتمع، والمشاريع الوقفية الضخمة ارتفع بنيانها وشارفت على الانتهاء، وحرم الجامعة مفتوح لمن أراد الاطلاع والوقوف على المشاريع، والجامعة وعدت وأنجزت ولم تسير في دروب الجهات الفاسدة التي وعدت بمدن ومشاريع لم يتحقق منها أي شيء منذ سنوات، وباعت الأحلام للمواطنين. للأسف الشديد هناك من يعاني من إحباط شديد يجعله يسفه أي فكرة وطنية ويحقّر أي منجز محلي وينتقد لمجرد النقد والاستعراض لحشد المتمردين والرافضين والمحبطين أمثاله لتبني قضية يتاجر بها لمصالحه الشخصية ولمحاربة الأشخاص من دون النظر إلى المصلحة الوطنية. أقول لهؤلاء ابحثوا عن أسباب الهجوم على جامعاتنا في هذا الوقت، وكذلك لا تنسوا الاطلاع على أعداد أخرى لمجلة ساينس، تحدثت فيها عن النهضة العلمية في المملكة، واربطوا الافتراءات والأكاذيب التي حاولت النيل من منجزاتنا ونجاحاتنا التي تسير بثقة نحو العالمية وتصريحات لعلماء إسرائليين أقلقتهم الطفرة الأكاديمية في المملكة ومنهم ميخائيل بروكوفير وهو عالم إسرائيلي وأستاذ كرسي في الجامعة العبرية بالقدس، والذي طالب الساسة الإسرائليين بأخذ ما يحدث في جامعات المملكة من تطور في عين الاعتبار، وتعلق مجلة ساينس في عدد سابق بما معناه أن الجامعات السعودية لن تنهض وتتطور حتى تغير الحكومة السعودية مواقفها المتشددة تجاه إسرائيل والتعاون العلمي مع الكيان الصهيوني. هذه المقالات يجب ألا تصرفنا عن التحدي الأكبر الذي بدأناه وهو تحقيق منجزات علمية بحثية على مستوى راق لها حضور عالمي فاعل. ويجب أن نعترف بفضل الرجال المخلصين الوطنيين الذين يبذلون الجهد بصدق وحب ووطنية لتحقيق أحلام لسنا عاجزين عن تحقيقها، وهؤلاء هم الرجال الذين يعتمد عليهم لتحقيق رؤى وتطلعات قيادة البلاد. وأقول للدكتور عبدالله العثمان، لا تنظر لمن يريد كسر مجاديف الناجحين، وتذكر ثورات غازي القصيبي على الفشل والكسل واليأس، وأنت اليوم تعطي أنموذجا مشرفا للمسؤول الحكومي الطامح، المخلص، نظيف اليد. استمر ولا تلتفت لأصحاب النقد الرخيص ممن ينتقدون لأسباب شخصية.