خالد السليمان - عكاظ السعودية لن أطالب وزير التجارة الجديد الدكتور توفيق الربيعة بأكثر من أن يترجم الشعارات و المبادئ التي كان يغرد بها على «تويتر» إلى واقع في إدارته للوزارة و تعامله مع القضايا التي تهم المجتمع، وخاصة قضايا حقوق المستهلك، و ضبط الأسعار، و مواجهة جشع التجار ! و لو نجح في ذلك لمنحنا أملا بأن الشعارات و المبادئ الجميلة التي نرددها في حياتنا يمكن أن تتحول إلى واقع يحسن من أحوالنا، و أن روح الحياة يمكن أن تبث في أحبار الورق، أما لو فشل لا قدر الله فإننا سنختبر شفافية المصارحة بالأسباب و المعوقات لوضع المجتمع في إطار صورة الحقيقة بدلا من تغييبه عنها، كما جرت العادة عند بعض المسؤولين الذين يصارحونك بالمعوقات في الخفاء، ويتسترون عليها في العلن ! إن وزير التجارة الجديد يواجه عدة تحديات، أهمها برأيي استعادة الثقة في الوزارة، و استعادة الصورة الذهنية للوزارة كمؤسسة تضبط معايير المعاملات التجارية بالعدل و الإنصاف، بعد أن طبع في أذهان الناس أنها وزارة «التجار» لا وزارة التجارة بعد عجزها في السابق عن ضبط الأسواق، و كبح جماح الغلاء غير المبرر، و الجشع الذي كشر عن أنيابه بلا حياء، و فشلها في حماية حقوق المستهلك الذي وجد نفسه وحيدا في مواجهة طوفان الغش التجاري، و البضائع المقلدة و سوء خدمات ما بعد البيع !