بعد خمس سنوات ؟ لست متأكدا من صحة القول المنسوب لأمين الرياض حول زحامها وسوء تخطيطها، وأن الحركة فيها ستتوقف تماما بعد خمس سنوات إذا لم تحل مشاكل المرور والطرق بوسائل النقل العام. وبغض النظر هل صدر هذا القلق من أمين الرياض أم لم يصدر منه، فهو واقع معاش، يشعر به كل من يعيش في هذه المدينة الباذخة الامتداد المترامية الأبعاد، ولم يعد الزحام مقتصرا على ساعات الذروة فقط كبداية اليوم وبداية ساعات العمل والدراسة ونهايتهما كبقية خلق الله في مدن الله. الوقت كله ساعاتُ ذروةٍ في الرياض ليله ونهاره صيفه وشتاؤه، فما الحل ومتى ؟ وما الذي يضير عندما يبدأ في إنشاء خط مترو من الدائري الغربي حتى الشرقي عبر طريق الملك عبدالله وأضنه مهيأ لشيء من هذا في جزيرته الوسطى، ومترو آخر من الدائري الجنوبي حتى مخرج بنبان عبر طريق الملك فهد، وربما لن يكلف خزينة الدولة ريالا واحدا، لأنه مشروع مغرٍ وفرصة ذهبية لأي مستثمر لمدة معينة تعود ملكيته بعدها للدولة لتأجيره برمز صيانته، أو إعادة استثماره. الحل سهل للغاية، هو مجرد إرادة وبداية فقط، بشرط إبعاد اللجان والدراسات بل والحذر منها، لأنها هي داؤنا الأزلي ومعرقلة أحلامنا البسيطة، تماما كما هي دواء غيرنا دائما، ووسيلة تحقيق رفاههم المتجدد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى حاجاتنا جلية جدا وجدواها بينة دونما دراسة وجهد وكلفة. حاجتنا لوسائل نقل عام مريحة وسريعة مثل حاجتنا لإصلاح تعليمنا تحتاج لقرارات ولا تحتاج لدراسات، لأنها شديدة الوضوح، شديدة الإلحاح.