"لا توجد في مدرستنا طفاية حريق"، عبارة قالتها معلمة وهي تدخل غرفة المعلمات؛ "لا توجد في مدرستنا طفاية حريق"، عبارة قالتها معلمة وهي تدخل غرفة المعلمات؛ لترد أخرى: "وكأننا نعرف كيف نستخدمها أصلاً", لتقول أخرى وهي تشير إلى النوافذ: "نوافذ المدرسة الأهلية سمحت بهروب الطالبات منها، أما هذه فعز الله حتى القطط لن تقدر على الخروج منها". وفي فصل ثانٍ قالت المعلمة أثناء انشغال بعض الطالبات بكتابة الملخص السبوري:"إن من الأهمية بمكان أن تحرصن على الجدية أثناء الإخلاء، فأي حريق يجب أن يوضع في الحسبان، واستعراض مهاراتك في المزاح قد يؤدي إلى وفاتك أو وفاة زميلة لك"، لترد طالبة تنظر بريبة نحو المعلمة: "أهم شيء نأخذ عباءاتنا"، لترد المعلمة وهي تبتسم: "لذا ضعيها في الدرج ولتبقي في مكانك بالصف ولا تتجولي في الممرات؛ لأنه بمجرد اضطرارنا للإخلاء لن نسمح لك بالعودة للفصل والبحث عنها". وفي غرفة المديرة كانت المعلمة المسؤولة عن الإخلاء تحاول إفهام المديرة أن التدريب على الإخلاء لن يكفي أبداً ما دمنا لم نقضِ على مصدر الخطر، فأسلاك الكهرباء المكشوفة، والاضطراب الذي نشهده كل صباح في الإنارة، كل ذلك نذير خطر، كما أن السبورات التي تقع دائماً هي أخطار أخرى. في حين كانت المديرة المنزعجة من ظن الآخرين أنها لا تقوم بواجبها تكاد تحلف أنها أرسلت خمسة خطابات للصيانة لإبلاغهم بكل هذا، ولكن لا حياة لمن تنادي!! على مكتب الكاتبة كانت المعلمة المسؤولة عن الصندوق المدرسي تفكر بحزن، فالشركة المشغلة للمقصف تربح شهرياً من بيع وجبات الإفطار للطالبات 36 ألفاً، في حين أنها تدفع للمدرسة 2500 ريال فقط، وهو مبلغ زهيد جداً لا يكفي متطلبات المدرسة، فلِمَ لا تساهم في إنشاء غرف مصادر التعلم أو حتى طفايات الحريق؟! كانت الفسحة قد اقتربت عندما نزلت تلميذتان للشراء من المقصف، مدت إحداهما ريالاً للبائعة بينما طلبت الأخرى وجبة، قالت الطالبة صاحبة الريال: أنا لا أشتري منهم سوى الماء، لترد طالبة الوجبة: ولماذا؟ تجيب الفتاة، وهي تصلح نظارتها: تعرفين كم سعرة حرارية في هذه الوجبة التي تتكون من "كرواسون" ممتلئ بالدهون وعصير مشبّع بالسكر وقطعة شوكولاته؟ هل تعرفين كم يعطل ذلك جهاز المناعة لديك؟ أما في زاوية من المقصف فكانت مشرفة المقصف الموفدة من إدارة التعليم تهز رأسها بحزن، لقد تم التجديد لهذه الشركة خمس سنوات قادمة قبل عدة أيام فقط، يبدو أن من سيسلم من الغرق والحريق من طلاب وطالبات جدة سيموت بالسكر.