لم يُخفِ صديقي "راكان" دهشته من جرأة برنامج "نوافذ" في مناقشة حريق مدرسة "براعم الوطن" بجدة الذي راح ضحيته معلمة وإدارية، وحادث طالبات جامعة حائل الذي راح ضحيته 12 طالبة وسائقا السيارتين، كما لم يُخفِ الصديق فرحته بمشاهدة الحلقة يوم الثلاثاء الماضي والتي سرته رغم أن مروره على الإخبارية كان بالصدفة ودون قصد مشاهدتها لصورتها المترسخة لديه. ولن نحتاج إلى بحث أسباب "الدهشة" من جرأة النقاش، ولا من جرأة المذيع بطرح الأسئلة المؤلمة، ولا من جرأة الضيوف في الإجابة عن الحزن.. لأن الدهشة كانت من جرأة "الإخبارية" التابعة لوزارة الثقافة والإعلام التي لم تُعود المشاهد على الجرأة ولم تظهر من قبل بالمتابعة للأحداث المحلية..! ربما يمكن أن نستثني مما مضى.. برنامج "نوافذ" الذي يكتسب الجرأة من مقدمه "عبدالرحمن الحسين" صاحب الأداء المميز والحضور القوي، والذي سيكون أقوى وأشهر لو كان على قناة تجارية، والذاكرة تحتفظ بالعديد من حلقات نوافذ الجريئة التي كانت حديث الناس. لماذا تضعف قناة حكومية، وتعجز عن انتقاد أداء أجهزة حكومية أخرى مماثلة لها في المكانة والمرجع؟ ولماذا لا يكون التلفزيون الذي يعد مؤسسة حكومية رقيباً على الفساد؟ ولماذا لا يكون عيناً لكل مسؤول يرغب في الإصلاح، ويسمح للتلفزيون السعودي بجميع قنواته أن يدخل أي إدارة تابعة للدولة فيصور دون طلب إذن من أحد، لتنقل الحقيقة دون تجميل كما يحدث قبل زيارات المسؤولين التي تسمى مفاجئة؟! وللمسؤول الحق في مقاضاة التلفزيون إذا أخطأ بحق إدارته أو تجنى عليها ظلماً وعدوانا.