جهير بنت عبدالله المساعد - عكاظ السعودية السعوديون محسودون من بعض مشاهير الإعلام العربي، وبعض رواد الإنترنت، لأنهم أي السعوديين كما يقول هؤلاء المفبركون للحقائق.. والمزيفون للمعلومات إذا أرادوا الحج ولو قبل عرفة بليلة واحدة فعلوا وأمكنهم ذلك! لا يردعهم رادع ولا يعيقهم عائق، بل ويعتقد بعض البعيدين أن السعوديين لهم مميزات خاصة، وتسهيلات تخصهم دون غيرهم كأنهم يملكون المشاعر المقدسة يجيئون إليها متى شاءوا لا حسيب ولا رقيب! فهم يعيشون على مقربة منها إذا أرادوها وصلوا.. برا وبحرا وجوا.. فالحج عندهم قريب والسفر إليه متعة!! هذه اعتقادات بعض البعيدين الذين يريدون القفز على أكتاف السعوديين فإن لم يجدوا نقيصة في الخدمات المقدمة للحجيج الكرام.. شدوا حيلهم وانتقدوا الامتيازات المتاحة للسعوديين في الحج دون غيرهم باعتبار أن على رأسهم ريشة لأنهم سعوديون والمشاعر المقدسة في السعودية يعني هي لهم!!! وهكذا يزيفون الحقائق ويصرخون ضد (التمييز) الذي هو غير موجود غير في رؤوسهم!! ومما يزيد طين هذه الاعتقادات بلة.. أن الإعلام المحلي والخارجي كليهما يبذل قصارى جهده في متابعة أنظمة وإجراءات الحجاج القادمين إلى السعودية ولا أحد يلتفت بنفس القدر من الاهتمام إلى الأنظمة المرعية لحجاج الداخل من السعوديين المغيبين!! كل الاهتمام ينصب على خدمة القادمين الكرام بينما كل الأعناق تصد عن النظر في مناقشة خدمات الموجودين في الداخل والذين منهم سعوديون بلغوا من العمر أرذله ولم يستطع أحدهم تأدية فريضة الحج! وينتظرون الفرصة على يد متبرع كريم حتى صار الإنفاق على حج غير القادرين على التكاليف جزءا من أنشطة الجمعيات الخيرية!! وأطمئن المروجين لاعتقادات أن السعودي ينال فرصة في الحج لا ينالها غيره أن الحقيقة غير ذلك تماما وهم يعرفونها لكنه حب الاستعراض والتنابز والتباغض والتحاسد وذر الغبار في العيون! كما أبشرهم أن السعودي في الرياض مثلا يدفع أضعافا مضاعفة عن غيره كي يحج فرضه مع ما هو سائد من إتاحة الفرص لأصحاب الحملات بالمغالاة في الأسعار!! بين دعاوى الحملات وتنافسها على القشور.. ثم تقبض ثمن هذه القشور من الحاج الطفران!! ولا تسمع إلا عن حملة بسيارات مكيفة قيمتها كذا وإذا أردت الدفع الأقل قالوا اركب سيارة بلا تكييف عدا الذين يجهزون مواقعهم بالجبس والديكور والزينات ولا أدري لماذا هذا السباق على المظاهر التي يدفع ثمنها الحاج المسكين ولماذا يسمحون أصلا بهذه المنافسات التي تبنى من أجل يومين أو ثلاث وتهدم في ساعة!! وكل هذا كوم وحملة بحمام أو من غير «حمام» أكرمكم الله كوم آخر يعني على الحاج السعودي أن يحبس نفسه إلى أن يعود أو يدفع ثمن حملة سبع نجوم من أجل كرسيه المعد للنفايات! لم يعد الحج ميسورا كما يعتقد الحساد بل إن بعض السعوديين يتمنون أن يحجوا مع الحملات التي من الخارج بدلا من حملات الداخل تفاديا لغلاء أسعار حملات الداخل.