نحن السعوديين من أجل نمونا الاجتماعي والوطني، علينا كلنا أن نركز على واجباتنا كما تمليه الواجباتُ وبيدٍ نظيفة وبضميرٍ نظيف، نؤدي ما يجب أن نؤديه لتحقيق الخير العام لكل فئات المجتمع، بل لكل فردٍ فيه. نحن السعوديين ما زال بعضُنا يسرق في وظيفته، ما زال بعضُنا يهمل من يجب عليه خدمتهم، ويأخذ الأجرَ فقط لغرض خدمتهم، ما زال بعضُنا يحضن الأموالَ في حضنه ويبرز أنيابَه لبقية إخوانه لو تجرأ حتى على سؤاله: ماذا تحمل في ذاك الحضن؟ من أكبر زلاتنا أن بعضنا يكره أخاه الذي يعيش معه على ذات الأرض أشرس مما يعادي الأعداء الصريحين.. علينا كسعوديين أن نقفل أبوابَ الشرَه والسرقة والكره والتيه عند السُّلطة، ولا نحمي حرياتنا بالدوس على حريات الآخرين. نحن السعوديين كثيرٌ منا يجب أن يشرق، يجب أن يزيح ثقلَ ليلٍ أظلم، ويفسح لهبّات نور فجرٍ ليوم جديد لنعرف أهم شيء: حقوق المواطنة. وحقوق المواطنة تنصب على ما يمثله الوطن وليس فقط على من يمثلون الوطن، الناس زائلون والوطن يجب أن يبقى.. ومتى صببت اهتمامك وكرست خدماتك لوطنك فإنك أحببت وخدمت كل من فيه. ليس الوطنُ تخوما ولا عِزَبا ولا مخططاتٍ ولا امبراطوياتٍ صغيرةٍ متناثرة في أروقة القرار.. الوطن سماء. مَنْ يدعي الاستئثار بالسماء؟ نحن السعوديين يجب أن نرى مملكتنا لنا كلنا بالتساوي فيما يجب أن نقدمه لها، وما يجب أن تقدمه لنا ما دمنا نحمل الهوية السعودية، لا فضل لأحد على أحد، لا فرد، لا أسرة، لا مجموعة، لا قبيلة، لا طائفة، لا وضع.. إلا بحجم ما يقدم الفردُ من أعمال الخير والنماء للمجتمع وليس لنفسه، وليس لتوطيد نفوذه.. إنما لصالح الناس لينهضوا ويتقدموا ويصيبهم الخير.. وهنا فليتفاضل الناس! نحن السعوديين يجب وجوبا أن نؤمن بالحرية وبالكرامة وبالوجود الإنساني لكل فرد منا، إن أي مسٍّ بهذه الأولويات على أرض الوطن، سيقلل من معنى الوطن والمواطنة، فما قيمة الوطن إلا لأني أجد عليه حريّتي وأماني بأن أعيش، بأن أتكلم، بأن أضع ثلاث وجبات على طاولة أسرتي، وببيتٍ يحميني.. بأن أصدع برأيي بالحق، ولا يرتج لي لسانٌ ولا يرتعد لي قلب.. وإن أخطأت وجنيتُ فيجب أن أعرف ما هي جنايتي وما هو خطئي.. بل هذا من أول الحقوق. نحن السعوديين يجب أن نعمل لا أن نطالب أن يُعطى لنا العمل، إنه حقنا نأخذه بعرقنا وجهدنا، لا نريد أن ننام ويعمل الآخرون، لا نريد أن تنهش فينا ضباع الفقر والمسغبة، والآخرون يثرَوْن على أرضنا، لا نريد أن نرى شبابا – وأسميهم بصراحة أبطالا- يأتون على أرضنا بوقت وامض ثم يفتحون عشرات آلاف المشاريع العصامية ونحن بكسلنا نغذيه كي ينمون ويزدهرون، ثم نبكي حظنا العاثر.. إن أمة تنتظر وزارة العمل لتخترع لأبنائها القوانين ليعلموا بينما أبناء الآخرين يعملون ويكبرون أمة لا تريد الارتقاء.. فكيف ترتقي أمة إلا بعصاميّيها هي، لا بعصامية الآخرين. نحن السعوديين يجب أن نحمل إحساسا بأن نساهم في الأعمال المدنية والتطوعية والخيرية من أجل رفاه الناس ابتداء من الأسرة، ومن الجار، ومن الحي، ومن المدينة ومن المنطقة والبلد عموما، بل لكل العالم.. لم لا؟ نستطيع. نحن السعوديين يجب قبل كل شيء أن نعتني بأهم أمرين: صحتنا وتعليمنا. إن شعباً لا يجد مرافق الصحة، ولا ترتفع معلوماته الصحية ليقي نفسه ستُمتص طاقته، ويُشتت ذهنه، ويضعف عطاؤه.. إن أمة تقدم علما هزيلا سيخرج عقل الأمة هزيلا سطحيا تابعا خاليا من الطموح والمبادرة والجرأة على اقتحام فرص الحاضر وصنع فرص المستقبل.. نحن السعوديين في موسم هذا الحج وبعد أمور تزلزل لها العالم في هذا العام ندعو الله تعالى أن يحمينا بأن نتعلم نحن.. حماية أنفسنا.