رحل الرجل ذو الأيادي البيضاء، الذي عاش ومات رمزا من رموز الإنسانية، إنه الأمير سلطان بن عبدالعزيز، فنعزي أنفسنا والشعب السعودي في وفاته وإنا لمحزونون لفراقه، ففقدنا كبير لرجل الإنسانية الذي أحبه الناس صغاراً وكباراً، ومصابهم فيه بلا شك مصاب عظيم رحم الله أميرنا الإنسان سلطان الخير رحمة واسعة. إنه سلطان الخير الذي اتفق الجميع على محبته وما اتفق الناس على حب رجل إلا هو ذو قدر ونبل عظيم ذلك هو الأمير سلطان بن عبدالعزيز. منذ عرفنا سلطان الخير، وهو رمز كبير للمحبة والعطاء. تتبعت في وقت من الأوقات قصص محبيه فوجدت فيها الخير الكبير الذي دونته ذاكرتهم وحكاياتهم، كان من المعروف عنه أنه لم يلتق به أحد إلا وقد وصل لمطلبه، وكأنه يرسل محبة لا تتوقف لكل من أحبه، ولكل من لا يعرف من تكون تلك الروح العظيمة لسلطان الخير رحمه الله، بقدر كل الحب الذي وهبه لوطنه ولمواطنيه ولمن عرفه أبا أو أميرا، وإنسانا وكم من كرام جبر عثراتهم. رحل أمير الإنسانية إلى رحمة واسعة، وترك ذكراه العطرة الطيبة وترك فراغا كبيرا على امتداد الوطن كله، فهو سلطان الخير، الذي لم تأت الألقاب والأسماء التي أطلقها عليه الشعب جزافا لأنه سلطان الخير وأبو الأيتام والمساكين، وأمير الإنسانية وأمير القلوب وسلطان الكرم الذي لم يرد محتاجا ولا قاصدا له في حاجة، وقائمة طويلة رددها محبوه في حق رجل أحبوه صدقا في سرهم وعلانيتهم. فقد كان خيره عميما ونال من عظيم نبله وكرمه ناس نعلمهم وناس بطي الغيب قد أكرمهم. لا يحتاج محبوه الكثير من الوقت ليشيدوا بحكايات الطيبة والإنسانية التي عرفوها عنه، لأنها مثل شمس النهار فهو الإنسان / الأمير، وأحد أهم رجالات الدولة في عهده. إلى جنات الخلد ورب رحيم يا أمير الإنسانية.