يوم الأربعاء الماضي تناول الزميل علي القحيص ما تم عرضه من إساءات للمجتمعات الخليجية بصفة عامة، وإساءات بخصوصيات تجنّ على المجتمع السعودي.. نفهم أن هناك مَنْ يركضون خلف مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية لتأدية واجبهم المهني القائم على نشر إساءات ضد المجتمعات المحافظة، وبالذات مجتمعنا، وأن هؤلاء يبرزون في بعض مناسبات الظهور كما لو كانوا خبراء رأي وذوي جهود متابعة، وهم في الواقع بعيدون عن واقع المجتمعات بصفات عامة، لكنهم ينفذون أدواراً هزيلة إما أن يكونوا في حالة أمر على أدائها أو أنهم في حالات خصومة مفتعلة مع أوضاع مجتمعاتهم.. لكن لم يحدث أن انحدر المستوى الأخلاقي إعلامياً بمثل ما أشار إليه الزميل القحيص، ولدي في المكتب نسخ صور لتلك التي عرضت عبر مواقع مرئية لكن باحتيال غريب جداً توضح وقته وإمكانية مخادعة مَنْ هي محدودة معلوماته عندما نجد أن عرضاً يخيّم على الشاشة مدعياً مَنْ يعرضه أنه جزء من إحدى حلقات برنامج معروف في قناة عربية لم يتم السماح له بالعرض مع ادعاء مشاركة الجمهور في إبداء الرأي حول أسئلتها التي مع أنها قاسية الهبوط أخلاقياً بل مقرفة تماماً إلا أنها توضح تواكب وسائل العداوات ضد الاستقرار الخليجي وخصوصيات المملكة في عدد السكان ومواكب التطوير القائمة.. لكنها وكيفما تمت فبركة الاحتيال بإبراز صورة المذيع الحقيقي وكل ما يوهم بصدق ما يعرض هو إسفاف تم ترتيبه بأحاسيس عداوة حسد أو تكاليف سياسات إساءة.. بشاعة ما عرض متناولاً المرأة الخليجية والسعودية بخصوصية بذاءة وإيذاء أكثر وكذا الحكومات وبالذات مَنْ هم فوق الشبهات في المملكة، ثم إحاطة الفرد بالمجتمع السعودي أنه أمي جاهل في جيبه نقود.. هذا هو وجوده فقط.. لا أتصور أن مواجهة هذا الإسفاف يمكن أن تتم بواسطة الردود أو السعي وراء معرفة مَنْ هو مصدرها حيث أنه إذا تم هذا السعي فما هي وسائل حماية المواطن الشاب وكذا المبتدئ التعليم.. يجب أن توضح له إيجابيات مجتمعه وحقائق تفوقه التي جعلته مستهدفاً بهذا العدوان، ثم لابد من تصحيح المفاهيم الإعلامية بأن ليس كل ما ينشر أو يروّج من معلومات كاذبة أو ذات شكوك يعني وجود حرية رأي حيث قبل هذه الحرية لابد من وجود الكرامة وأهمية الحصانة لمجتمع أخلاقي مسلم.. أنا لا يهمني هؤلاء من قريب أو بعيد.. يهمني أن يكون لدينا - سعودياً وخليجياً - حضور إعلامي متفوق الوعي وجزالة الممارسة.. قوة إعلام ليس بنوع العبارات وإنما بمضمون مفاهيمها حتى يكون الجيل الجديد في مسار أمان من تكتّل عداوات ضده..