اليوم.. كل مناسبة تصغر.. وكل فرحة تكبر.. وكل عام وأنت بأمانٍ يا وطني. في يوم "الوطن" تبحث عن احتفال الإعلام فلا تجد إلا الورقي الذي تتراقص على صفحاته قصص تاريخ مشرف، وتقارير إنجازات متتابعة، وأخبار حب وولاء ومقالات صدق مشاعر.. بينما الإعلام المرئي الحكومي لا يزال يتعامل مع المناسبة وكأنه لم يعلم بها إلا أمس، فلا أفلام وثائقية كما فعلت قناة "العربية" التي كثفت الإعلان لفيلمها الوثائقي "عبدالعزيز.. والقوى العُظمى" الذي تعرضه احتفاءً باليوم الوطني السعودي. تمنيت في اليوم الوطني أن تتوحد قنواتنا في بث مشترك لتقدم برامج متنوعة تثري المعرفة بتاريخ الأمس وإنجازات اليوم وطموحات الغد، لكل الفئات، وتعرض احتفالات المناطق والمدن التي تقدم شيئاً يوازي قيمة يوم الوطن، بعيداً عن تلك الاحتفالات التي تكلف فيها الإمارات البلديات بتجهز الموقع، والتعليم بتنظيم البرنامج، فيظهر الاحتفال باهتاً، ويردد المشاهدون "ليتنا من حفلهم سالمين". ماذا قدم التلفزيون السعودي للشباب عن وطنهم في يومه؟ وللكبار عن تاريخهم في أمسه؟ ماذا قدمت الإخبارية للعالم عن السعودية؟ وماذا عرضت "أجيال" للأطفال في فرحهم؟ وماذا استفاد الاقتصاد السعودي من قناته؟ وما علاقة الثقافة والمثقفين ونتاجهم بالوطن؟ مناسباتنا السعيدة كثيرة لكن كيف نستعرضها؟ وبماذا نتذكرها؟ إذ لم يقدم لنا إعلامنا سوى الأغاني الوطنية؟! إذا لم نفاخر بوطننا في يومه فمتى نفاخر به؟ لندع الماضي ونتكلم عن المستقبل.. فهل سنرى قنواتنا تبدأ من الغد استعداداً ليوم الوطن القادم وتعمل لذلك باحترافية ترفع الرأس؟