نعم. لقد يتمت الثقافة يا عبدالعزيز السبيل. هل يرضيك أننا صرنا إلى حالة يسخر فيها الطحلب من الماء؟ هل يرضيك أن يتطاول العشب على الشجر؟ هل يرضيك ما يحدث الآن في النوادي الأدبية؟ لقد كنت بصمت ونكران ذات تمد الثقافة بالطاقة الممكنة التي تجعلها تتجاوز السائد من السدود اللامرئية والأنظمة التي سحقها التاريخ. الثقافة انبثاق عفوي لا يحتاج إلى من يدلّ نهره على الجريان.. يحتاج فقط إلى من لا يقيم في طريقه السدود وهذا ما كنت تقوم به وهذا ما ينتظره المثقفون في كل زمان ومكان. أنا لا أعرف ما الصعوبات التي واجهتها ولا الرياح التي أطفأت المصابيح الصغيرة التي أشعلتها أو حاولت إشعالها.. ولكني أعرف أنك الفارس الذي ترجل في منتصف الطريق. هل يرضيك أننا صرنا إلى حالة يسخر فيها الطحلب من الماء؟ هل يرضيك أن يتطاول العشب على الشجر؟ هل يرضيك ما يحدث الآن في النوادي الأدبية؟لقد كنت بصمت ونكران ذات تمد الثقافة بالطاقة الممكنة التي تجعلها تتجاوز السائد من السدود اللامرئية والأنظمة التي سحقها التاريخ. أعرف أنك ستكون فاعلا في أي ميدان تكون فيه.. غير أن الميدان الثقافي له شأن آخر.. لأنه ليس مرتبطا بإجراءات إدارية، بل هو مرتبط بتغيير مفاهيم.. وتغيير المفاهيم يحتاج إلى تضحية، والتضحية لا يستطيع دفعها إلا أمثالك.. فلماذا تخليت عنها؟ إن العقبات الشرسة التي تعترض ثقافتنا كثيرة وتستمد حصانة دائمة وبلا ضفاف من تراث قرون جرفتها الأوهام.. وأشد تلك العقبات تعرجا هي عدم تحديد مفهوم الثقافة والمثقف.. ففي أذهان أوسع الناس بمن فيهم بعض من يحمل شهادة اختصاص في الأدب.. يحمل مفهوما خاطئا أو ناقصا للثقافة والمثقف.. ذلك لأن الشهادة وحدها لا تنقل الشخص من مستوى متعلم أو (حافظ) إلى مستوى (مغيّر) فالتغيير هو الشعلة التي يحملها المثقف الحقيقي وإن أحرقته. كنا نأمل من الدكتور ناصر الحجيلان أن يوسّع النوافذ التي فتحها ويضيف إليها نوافذ أخرى.. ولا أخفيك أن هذا الأمل عاجله الخريف. لا أخفيك ولا أخفيه أنني بعد قراءة مقالته في جريدة الرياض (ما بين التكرر والتجرد) في 8/9/2011 ثم قرأت تصريحه بجريدة الحياة في نفس التاريخ.. قلت بعفوية كاملة: لماذا تنكّرت يا ناصر الحجيلان في جريدة «الحياة» لناصر الحجيلان في جريدة «الرياض»؟