خالد السليمان - عكاظ السعودية انشغلت طيلة الأمس، بالبحث عن أصل خبر جلد سيدة سعودية، بسبب مراجعتها المحكمة دون «محرم» فلم أجد له أصلا، فالمرأة السعودية قد تجلد لأسباب عديدة، لكن ليس من بينها مراجعة الدوائر الرسمية دون محرم!! الخبر أصلا غير قابل للتصديق، فنحن نجلد لصوص الدكاكين والخرفان وإسطوانات الغاز، لكننا بالتأكيد لا نجلد المرأة عندما تذهب إلى إي مكان دون محرم، ولا نجلد أيضا الهوامير لأن جلودهم سميكة وتستهلك السياط!! عندما تدخل المرأة السعودية إلى أي دائرة حكومية، أو غير حكومية فإن المروءة والشهامة تتفجران في عروق «بعض» الرجال، فيهبون لعرض الخدمات، وتسهيل المعاملات. وكأنهم ولدوا لغرض واحد في الحياة هو خدمة المرأة، يبحثون عن أجر الدنيا في المرأة الجميلة، وأجر الآخرة في المرأة الدميمة!! وإذا كانت المرأة السعودية تستحق الجلد، فإن ذلك لن يكون بسبب مراجعتها الدوائر الحكومية دون محرم، بل لأنها تطالب بالمساواة مع الرجل دون أن تبدأ بنفسها، فهي لا تحترم طابورا يقف فيه الرجل؛ فتقتحم المصعد أولا و تزاحم على صناديق المحاسبة في المتاجر وأجهزة الصرافة في البنوك، ومكاتب الاستقبال والمواعيد في المستشفيات، طبعا لست جادا، فلست من دعاة الجلد لا للمرأة ولا لغيرها، باستثناء الهوامير الذين أسأل الله أن يريني فيهم يوما تعزف فيه السياط سيمفونية بيتهوفن على ظهورهم!!