أطرح هذا السؤال على كل امرأة سعودية تطمح أن تعين أو تنتخب يوما ما كبرلمانية في مجلس الشورى. هل فكرت أنها يمكن أن تجلد عشر جلدات أو حتى جلدة واحدة على ظهرها لأنها ساقت سيارة ً في الشارع العام الممتلئ بآلاف السيارات رغم أنها عضو برلماني في مجلس الشورى ؟. زميلها البرلماني الرجل يستطيع أن يسوق حمارا أو جملاً أو سيارةً أو شاحنةً أو حتى حمار وحش من العليا إلى منفوحة ومن السويدي إلى النسيم ولن يلتفت إليه أحد، ناهيك عن أن يصدر عليه حكم قضائي بالجلد. إذا ً ما فائدة المشاركة النسائية في نقاش قضايا وهموم البلاد والعباد إذا كانت هذه البرلمانية صاحبة العقل الراجح قد تتعرض للتوقيف والاستجواب وربما للحكم القضائي بالجلد لو حضرت إلى مكان عملها تقود سيارتها بنفسها ؟. أي عقول هذه وأي رجال هؤلاء الذين يتحملون أن تمثلهم امرأة في مجلس الشورى أو المجلس البلدي لمناقشة تفاصيل مستقبلهم ومستقبل أولادهم وبناتهم، وهم يعرفون أنها قد تضطر إلى طأطأة رأسها وإحناء ظهرها لاستقبال عصا الجلد لأنها استغنت عن السائق وحضرت إلى عملها في المجلس خلف مقود سيارتها الخاصة ؟. هل يستقيم عقلا وشرعا وعرفا أن تمثلنا امرأة في النقاشات البرلمانية المحلية والعالمية في الداخل والخارج وأمام عتاة المدافعين عن حقوق الإنسان بجميع مواصفاته البيولوجية، بينما نحن نعرف ويعرف العالم كله أن هذه البرلمانية يمكن أن تستوقفها أي دورية شرطة أو هيئة أمر ونهي وتقتادها صاغرةً إلى المركز للاستجواب فيما لو حاولت التحرك من بيتها إلى السوق المركزي في سيارتها الخاصة بدون سائق ذكر لا يكون بالضرورة محرما لها ؟. أي مسخرة هذه التي نتشدق بها عن تكريمنا للمرأة وإعطائها حقوقها وصون كرامتها التي كفلها لها الشرع الإسلامي ونحن نستطيع أن نحني ظهرها ونجلدها عقابا لها على سياقة السيارة ؟. أي كرامة سوف تبقى لهذه المرأة المجلودة أمام العالم وأمام أطفالها وأقاربها وصديقاتها وجيرانها، وهي قد ضربت بالأمس بموجب حكم قضائي عدة جلدات على ظهرها ؟. أيها الناس، المرأة التي لا تستطيع تطليق نفسها بنفسها من مدمن مخدرات ولا التخلص من أب أو أخ متسلط يعاملها كدابة ولا الوصول إلى المحكمة للتظلم لأنها لا تجد محرما ذكرا محسناً يوصلها إلى هناك، ولا تستطيع إيصال طفلها المريض إلى مركز الإسعاف بسيارتها في غياب أو تخلي ولي أمر المنزل، ولا يقبل منها إثبات شخصيتها إلا بتعريف من شاهدين..، أيها الناس لا تضحكوا على أنفسكم وعلينا فتجعلوننا أضحوكة للعالم. مثل هذه المرأة لا تصلح لمجلس الشورى ولا للمجالس البلدية ولا لأي مسؤوليات مستقلة. أيها المجتمع المحتار المتردد الضائع بين الماضي والحاضر والمستقبل، عليك أن تختار: إما امرأة كفؤا ً أهلا ً للثقة لتتولى أمورها الخاصة باستقلالية قبل أن تشارك في الأمور العامة، وإلا فلا تتشدقوا بالحلول الوهمية. اتركوها في أقصى البيت وتنحنحوا قبل الاستئذان بالدخول وعليكم عندئذ ألا تتذمروا من المكان الذي سوف تنبذكم إليه الشعوب والأمم الأخرى لأنكم تقولون ما لا تفعلون.