قلت لشيخ الأزهر العلامة الدكتور أحمد الطيب وأنا أحاوره على الهواء مباشرة في برنامج «واجه الصحافة» استقل أرجوك أيها الإمام الأكبر استقل من الحزب الوطني الحاكم في مصر لأنك شيخ الأمة المصرية كلها بكافة أحزابها وشرائحها. كان ذلك قبل سقوط النظام ورأس النظام بعدة أشهر. والحق أن الإمام الأكبر وعدنا وحقق وعده مقدماً استقالته ومغلقاً بابه مكتسباً احترام وتقدير الجميع. تذكرت ذلك بالأمس وأنا أشاهد الأزهر وشيخه الكبير وقد تصدرا الساحة السياسية المصرية بتلك الوثيقة الحكيمة التي صيغت بعناية فائقة وبفكر ثاقب للخروج بمصر من المأزق الخطير. لقد احتوت الوثيقة على 11 بنداً تؤكد على مدنية الدولة وعلى أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع. لقد أشاع وقار الشيخ الكبير الجالس وسط كوكبة من أهل الفكر والسياسة جواً من الود والاحترام بين أطياف الأمة المصرية من شأنه أن يمهد لانطلاقة حقيقية لدولة عربية إسلامية مدنية فتية. لقد سمح الضوء المنبعث من الأزهر ومن وجه شيخه الوقور برؤية شخصيات سلفية وأخرى إخوانية وثالثة ليبرالية وكأننا نراها لأول مرة حيث لا صياح ولا شجار.. لا تهديد ولا وعيد.. لا جدل ولا سفسطة وإنما حوار هادئ منظم وتجرد من النفعية والمصالح الضيقة. عاد الأزهر بحسه الوطني الكبير ليقود الأمة المصرية إلى بر الأمان.. ولأنه مدرسة بحق فقد رأينا عمرو موسى وكأنه عاد شاباً يافعاً فيما كانت عيون البرادعي تشع رضاً وسلاماً وحديث العوا يعود مرطباً ومضمداً لجراح عديدة وكلمات حمدين لا تختلف عن عبارات عبد المنعم ابو الفتوح وعصام العريان. بقي أن ينتبه الجميع لأهمية حضور الشباب بمختلف تياراتهم وائتلافاتهم الحقيقية بمن فيهم اسماء محفوظ ووائل نجاتي اللذان سامحهما المشير في لمسة أبوية حانية لجميع الثائرين وصفعة قوية لوجوه الحاقدين الحاسدين.. رمضان كريم.