كان الأمر موضع تساؤلات من موقف الصمت تجاه الأحداث الدامية من دول مجلس التعاون الخليجي، بل وكان الكثيرون من مواطني الخليج العربي يشعرون بحرج من ذلك الصمت، ولكن التحرك الأخير طمأن الناس، وأثلج قلوبهم خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز المتضمن نصيحة صدوقة للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد، لقد بالغ ذلك النظام في استخدام القوة لقمع المظاهرات المطالبة بالحرية وبالحقوق المشروعة للإنسان، من بدايته ذلك النظام وهو يعتمد القوة المفرطة منهج تعامل مع أبناء شعبه، وأنشأ جيشا ليس للدفاع عن الوطن ولكن عن النظام فقط، وعندما نودي بالدكتور بشار الأسد وريثا لسلطة والده الصارمة ظن مواطنوه والعرب به خيرا، فقد تلقى تعليمه في دول غربية وهو وعدهم بالتغيير والتحديث فأخلف بمكر ومراوغة وعوده، وبدلا من مشاريع الانفتاح والحرية صرف الأموال الطائلة على الجندرمة والشرطة بأنواعها البالغة 12 جهة متعددة متخصصة في التعذيب والترهيب، 11 عاما لم يراجع فيها سوء عمله ولا خفف ضغوطه ولا تعسفه إلى أن انفجر الشعب الأبي، ورغم كل الدماء الزكية التي أريقت لن يسكت الشعب السوري ولن يهادن بل سيتخلص من الظلم والجبابرة ويرميهم تحت أقدامه. لقد قدم الملك عبدالله نصيحة ذهبية للرئيس الأسد ومطالب عادلة ومنطقية لإعادة السلام إلى سورية، ولخروج النظام من ورطته الدموية، معلنا للجميع بأن ما يحدث في سورية لا تقبل به المملكة فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، وأن مستقبل سورية بين خيارين لا ثالث لهما إما الحكمة والإصلاح أو الانجراف إلى أعماق الفوضى والضياع، وذلك هو القول الحق والنصيحة الصادقة، وأغلب المعلقين بأن هذه النصيحة الذهبية لن تجد سمعا ولا قناعة، وليس إلا ترابط الدول المحبة لعمل جماعي يوقف البطش والعدوان.