الوظيفة العامة مسؤولية في غاية الأهمية والحساسية، يزداد ثقلها كلما كانت ذات صلة مباشرة بأساسيات حياة الناس وشؤونهم المعيشية، وكلما كانت في موقع أعلى في الهرم الوظيفي.. هي مسؤولية تتطلب عملا أكثر مما تتطلب قولا، بل إنها لاتحتاج إلى القول إلا في أضيق الحدود وللضرورات التي تتطلب توضيح شأن مهم يريد الناس معرفته بيد أن المؤسف جدا أن الثرثرة بالكلام اللامسؤول أصبحت سمة بارزة لبعض المسؤولين الذين لو أردنا حصر إنجازاتهم العملية الإيجابية لما وجدنا شيئا يذكر خلال مسيرتهم الكلامية في الوظيفة.. بعض المسؤولين يسرفون في النقد قبل أن يتسلموا وظائفهم التنفيذية.. لكنهم ما إن يقتعدوا الكراسي التي كان يشغلها السابقون، إلا ويصبحون أسوأ منهم في الثرثرة والتعطيل وسوء استخدام المسؤولية. الناس لم تعد تتحمل هذا النمط من المسؤولين الذين يستخفون بالمجتمع وبقيم المسؤولية ومتطلبات الأمانة الوظيفية. لسنا بحاجة إلى رؤية صورهم بشكل دائم في الصحف، ترافق تصريحاتهم التي تصر على مغالطة الواقع. إيقاع الحياة أصبح أسرع من أن يتناغم معهم وحاجات الناس أصبحت تضغط بشكل مؤلم على أعصابهم التي لم تعد تتحمل هذه التصرفات.