مع استثناءات قليلة نجد الهمَّ الثقافي ضائعاً في كثير من الدول العربية. المسرح. الندوات الثقافية. الأدب والنقد. كل هذا يقوم بجهود شخصية أو اجتهادات متقطعة. وبرغم ضخامة بعض الأعمال من الناحية التقنية والإخراج الفني إلا أن غياب الجهات الرسمية والأثرياء العرب عن تلك المهرجانات يثير تساؤلات كثيرة. لقد أشرتُ في مقالة سابقة إلى أن ميزانية جمعية الثقافة والفنون في دولة عربية أقل من أربعة ملايين دولار سنوياً. أما اتحاد الفنانين العرب فلازال ينتظر تسديد ديون الدول الأعضاء. فشُلّ عن أداء وظيفته وأصبح واجهة اجتماعية ليس إلا. هل الخلل في من يجاهد لأجل خروج أعمال فنية كبيرة ويبذل الجهد والمال لذلك،أم الخلل في المثقفين،أم في الإعلام الغائب عن الساحة المنشغل بتغنج فاضح وأصوات نشاز وموسيقى صاخبة، أم في الجهات الرسمية والمؤسسات الراعية لمثل هذه التظاهرات الثقافية؟؟! عتبي على الأثرياء العرب وغيابهم الدائم عن المسرح العربي الراقي الذي يعتبر المقياس الحضاري لأي مجتمع. أستغرب عندما أرى بعض البرامج والمخللات "المسلسلات" الرمضانية تحظى باهتمام رسمي ورعاية، ويصرف عليها الملايين بينما المسرح يعاني ويعاني مع استثناءات قليلة. هذا الهمُّ لم يفارقني أبداً، ولكن العمل الضخم للرحابنة "دون كيشوت" دفعه إلى الواجهة من جديد. أشكر الأسرة الرحبانية التي جاءت امتداداً لعظمة عاصي ومنصور وفيروز. شكراً مروان. شكراً غَدِي. شكراً أسامة. شكراً لكل من ساهم بخروج هذا العمل العظيم، وأرجو أن لايثني عزمهم غياب الإعلام والدعم عن تقديم المزيد.