تلقيت منذ بضعة أيام.. قبل أسبوع تقريباً.. رسالة عجيبة غريبة.. فكرت أن أهملها وفكرت أيضاً أن أرد على مرسلها، ولأنه قد وضع في صدر الرسالة توجيه صورة منها إلى ثلاثة من أبرز المسؤولين في مواقع قيادية مختلفة لا يجوز أن يشغلون إلا بحقائق واضحة حيث مسؤولياتهم عالية الأهمية جداً.. وفي مثل هذه الحال يفترض أن تكون الرسالة مدعومة بأدلة إدانة لا تحتاج إلى البحث عن براهن غضبه أو قراره بأن جريدة «الرياض» قد ارتكبت خطأ لم يعتده الناس في صحافتهم.. ثم إذا هو ينهي رسالته بتوجيه تعليماته بمساءلة المسؤول عن مهمة النشر ولماذا حدث ذلك؟.. ذكر هو أن الخلل قد حدث في عدد «الرياض» رقم 15699 وتاريخ 16/7/1432ه وذكر أنه يرفق بخطابه صورة فوتوغرافية واحدة ولم يرسل بقية الصور، لأنه وبلغته قد استحى من أن يرسل الصور الأخرى التي لا يجوز أن يراها في صحيفة وطنية.. حسب قوله.. باعث الرسالة اسمه في أعلى الورقة عبدالرحمن بن محمد بن سفر آل ناجم، وفي أسفل الرسالة اسمه عبدالرحمن بن محمد الغامدي، وفي أعلى الرسالة في الجزء الأيسر ذكر أنه «عضو الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب التابعة للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة».. بحثت في العدد المذكور عن موضوع نشرت فيه تلك الصورة الوحيدة التي بعثها، فلم أجد شيئاً.. سألت الزملاء المسؤولين عن «الرياض الالكتروني» فقالوا نعم نشرنا تغطية لسباحة رجال أوروبية بطولية اشترك فيها رياضيون شباب ينتمون إلى أكثر من دولة أوروبية، وكان يميزها سيطرتهم على صعوبات الطقس وأهمها قسوة توجهات الرياح.. سألتهم: هل بينهم امرأة واحدة؟.. قالوا لا.. وهذه هي الصور بين يديك.. هنا استغربت من تصرف غريب كيف اختار هذا الرجل صورة سباح متجه إلى الماء بحيث أنك لا ترى وجهه؛ فهناك فرصة إيحاء أنه سيدة، مع أن مظاهر رجولته واضحة تماماً.. ثم الغريب أن ما لا يقل عن عشر صور منشورة جميعها لرجال في مواجهة الكاميرا.. فهل أراد هذا الواعظ أن يسبح الرجال إما بالثوب إذا كانوا سعوديين أو بالبنطلون إذا كانوا أوروبيين.. ربما.. كل ما سبق ليس في مستوى أهمية استغرابي أن يكون هذا الرجل بمفاهيمه وصيغة تعبيره عضواً في جمعية إسلامية تابعة لجامعة مرموقة أثق أنها لا تقبل هذا التشكيك المضحك..