رأيت الشيخ الفاضل (د. صالح بن عبد الله بن حميد) لأول مرة في مسقط رأسه (بريدة) عام 1382ه، وكان عمره إذ ذاك، ثلاث عشرة سنة، ومرت الأيام، وإذا أنا وجها لوجه، هو رئيس لمجلس الشورى، ومحبر هذا الكلام عضو فيه (الدورة الثالثة) فعرفته أكثر، ورأيت فيه: العالم الذي لا يفرط ولا يفرط، قرأت له رأيا عن: «الفيس بوك» و«تويتر» لم يقل إنهما حرام، ولم يكفر من يستخدمهما، بل رأى أنهما: وعاءان للخير، وللشر في الوقت نفسه، والمستخدم هو من يتحمل مسؤولية استخدامه، فلا يمكن لأحد كما قال : «أن يقف في وجه هذا الانفتاح، أو يحد منه، أو يحجبه، انتهى زمن الحجب، وعلينا أن نستفيد من هذه التقنيات، ونسخرها، لخدمة ديننا، وأوطاننا، ومصالحنا». (ملحق الرسالة الصادر عن صحيفة المدينةالمنورة،24 جمادى الآخرة 1432ه، الصفحة الأخيرة). الرجل كما هو معروف عنه معتدل، ففي الوقت الذي لم يمنع الاستفادة من: «الفيس بوك»، و«تويتر» إلا أنه «حذر من الانفتاح الفضائي غير المنضبط، وما يجلبه، وما يبثه من مضامين غير أخلاقية وإباحية، فلا أحد يسيطر عليه، سواء في البيت، أو في أي مكان»، ونبه إلى أن «تأثير شبكات التواصل الاجتماعي بالغ جدا، خاصة في الفئات العمرية الشبابية»، لافتا إلى أن «فيس بوك يحرك الشارع العربي، وشاشات الجوال تحكم العالم». قد لا يعرف كثير من الناس أن الشيخ «صالح بن حميد» وهو على منصة الرئاسة في مجلس الشورى، غيره حين تلتقي به خارج القبة.. هناك ضبط، وانضباط، وحزم، وحضور، وتنبيه، وهو في الحالة الثانية: بسيط، متواضع، مبتسم، لطيف العبارة، يعطي الأولية للأحوال الشخصية، تألفه ويألفك، أكتب عنه الآن و«كلانا غني عن أخيه حياته، ونحن إذا متنا أشد تغانيا».