لن تنعم عكاظ بالاقتراب من أجواء السماء المحلية. ذلك أن الناقل الجوي المسمى باسم الوطن الصادرة باسمه عكاظ، سيحرمها هذه النعمة، في بادرة لجهاز كان من الأولى أن يكون نزيها وكبيرا وراقيا، كونه الوحيد الذي لا تغادره الليالي والأيام إلا وهو هابط أرضا وصاعد سماء. أكثر جهاز احتك بمعالم وحضارات وحارات وحوارات أخرى، هو نفسه الذي يمنع صحيفة لها انتشارها وحجمها وقبولها لدى قراء وطنه، بسبب أن ليس لأحد أن يشير إلى ملامح نقص أو قبح فيه. ونحمد المولى سبحانه، أن ليس للخطوط، ولا لمسؤوليها سلطة على الشبكة العنكبوتية، وما يكتب ويجري فيها، وإلا لأضحت نصف صفحاتها محجوبة زرقاء، لا خضراء حتى. ذلك أن ما يوحد كثيرا من مواقع أخبار هذا البلد ومدوناته ومنتدياته هو الشكوى من سوء هذا الأسطول الكبير في الحجوم، والصغير في الحلوم. ولو سرى الأمر، على بدعة الخطوط هذه، لم يبق جهاز، ولا مصلحة، ولا مقر، إلا وحجبت عنه صحيفة. ذلك لأن سلطة الصحافة تقتضي في مهنتها الأولى، التنوير بمعاتم الخلل، وتبين النقص، وإرشاد المستحق الجاهل بحقوقه إلى ما يجب له وعليه. لهذا وجب أن تكون هنالك وقفة أكثر حزما للتعامل مع هذا الأمر. إن خطوطا تفشل في إقلاع رحلة إلى تبوك في موعدها المحدد، تغدو مهزلة حين تريد أن تبدو وسيمة وشابة وجميلة أمام مرأى المسافرين، ولو كانت باريس «حلوة وتهبل»، وحجوزات القوم الذين «سكتوا» مؤكدة دائما وأولوية. كما نسأل الله العظيم الجليل، أن لا يكون للخطوط السعودية ومسؤوليها الذين اقترفوا الحجب، أية سلطة على معارض الكتب في بلادي. وإلا فإن عبده خال لن يتسنى له الحضور بنفسه ومقالاته، لا كتبه فحسب. يا مسافري خطوطنا العزيزة، لن تقرأوا هذا المقال على متن طائرة الخطوط السعودية، المهتزة بخدمتكم، لكن من يدري، ربما في صالة الانتظار، يكون متسع لقراءته وعشرة مقالات أخرى.