حاولت أن أجد ل «الخطوط السعودية» مادحاً بين المسافرين المغادرين والقادمين، لكن أحلامي تلاشت، وأوجاعي زادت، فالغالب منهم «ساخطون» على خدماتها وعدم دقة أوقاتها. ما أكثر «القادحين» ل «الناقل الوطني»، الطويل العريض، ذي الخبرة الذهبية التي تجاوزت 65 عاماً. ألا يعلم القائمون على «الخطوط السعودية» أن مسافرين سعوديين ومقيمين تخلوا عن خدماتها، وباتوا يفضلون الذهاب والإياب من وإلى دول أخرى عبر مطارات خليجية مجاورة؟ المسافرون «مستاؤون» من خدمات «الخطوط السعودية» سواء الأرضية أم الجوية، وطريقة تعامل مكاتب حجوزاتها، التي رفعت أخيراً شعار الغرامات قبل وفائها بالواجبات. سعوديون ومقيمون يعودون إلى المملكة من قارات أميركا وأوروبا وآسيا ودول عربية على متن ناقل جوي آخر، بعد أن فقدوا «بصيص» الأمل في أسطول محلي أصبح «مثخناً» بالتقليدية وعدم القدرة على التميز، ولا يجيد التعامل مع عملائه وهو الرافع لشعار «نعتز بخدمتكم». وأي خدمة للأسف، بل قل ما أكثر المنغصات! قبل «عامين» تقريباً، كتبت مقالة باسم «الخطوط السعودية والوقت الضائع»، وذكرت قصة حصلت حينها في محطة القاهرة مع مجموعة من الركاب، و «الفهلوة» التي تحصل هناك على مرأى ومسمع من مدير المحطة، ويا ليت الأمور تغيرت ولو قليلاً، لكن للأسف، الأمور ما زالت على حالها أو ربما ساءت. خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لم يألوا جهداً في سبيل دعم الخطوط السعودية لتواكب حركة المسيرة التطويرية التي تشهدها البلاد. أتساءل: هل بإمكان المسؤولين المباشرين عن «الخطوط السعودية» مواكبة التطور الجاري في الأساطيل الجوية التجارية الأخرى ك «الاتحاد» و «القطرية» و «البريطانية» ووووو... الخ؟! توقّع كثيرون مع تعيين المهندس خالد الملحم قبل أربع سنوات مديراً عاماً ل «الخطوط السعودية»، أن يفعل شيئاً من أجل تطوير هذا الناقل الوطني، إلا أن تلك التطلعات كما يقول البعض بدأت تتلاشى، خصوصاً أنه يجلس على كرسي «وثير» لمؤسسة تُعدُّ أفضل حالاً من بعض نظيراتها، فهي المدعومة من الدولة، والمتحكمة بنفط آخر، يتمثل في مواسم الحج والعمرة والزيارة. كان في السابق مديرو مكاتب «الخطوط السعودية» في الدول الأخرى، بمثابة سفراء يخدمون الناس أكثر مما تخدمهم السفارات أحياناً، ويا للمفارقة «يقال» إن حال السفارات تغيرت نحو الأفضل، فيما تتراجع حال «الخطوط السعودية». لقد ملَّ ركاب «الخطوط السعودية» أسطوانة «نعتز بخدمتكم»، التي أصبحت مشروخة، فيا حبذا لو عملت على تطوير أدواتها وخدماتها وتعاملاتها مع عملائها، بتدريب وتأهيل كوادرها والحفاظ على أوقات رحلاتها، وعدم التصرف أحياناً نيابة عن الركاب. «الخطوط السعودية» بحاجة إلى إعادة هيكلتها، وإلى تطوير خدماتها وتغيير جلدها، حتى يمكنها اللحاق بغيرها من الطيران المجاور في ظل المنافسة الشرسة، وإلا سيفنى شعارها «نعتز بخدمتكم»، عندما تجد المسافرين يختارون بديلاً عنها سواء محلياً أم خارجياً.