ليس مستغربا أن يتولّى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، عملاً خيرياً ضخماً فهو ما عُهد عنه وتواترت الأخبار مبشّرة بمبادرته إليه، وهو ما جعل سموه الكريم يتمتع بشعبية كبيرة في أوساط المجتمع التي تابعت باهتمام بالغ أخباره الصحية أولاً بأول وعلى مدار رحلاته العلاجية متعه الله بالصحة وأدام عليه العافية، وهذا الحب الذي يحيط بسموه على كافة المستويات وداخل المملكة وخارجها ظهر بشكل مؤثر ومثلج للصدر في احتفاء الجميع بعودته سالماً وإعلان خبر زواجه، لأن من يزرع الخير يجني المحبة ولأن المعروف لا يضيع بين الله والناس، أبوتركي حفظه الله من النماذج الوطنية التي تتفاعل مع المجتمع واحتياجاته وتقترب بدعمها من مختلف فئاته، عاملة لليوم الآخر مستشعرة ما يخلد فضله ونفعه، ومؤخرا أعلن سموه –حفظه الله وتقبّل منه- تبنّيه مشروع تزويج 1000 يتيم ويتيمة في جميع مناطق المملكة، ما أبهج هذه الفئة العزيزة في مجتمعنا التي أوصانا ديننا الحنيف بها وحثّ على الإحسان إليها، وجعل الحسنات لمن يمسح على رأس اليتيم بعدد ما مسّ من شعر رأسه، فقال -تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ) وقال المصطفى عليه الصلاة والسلام: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» وأشار للسبابة والوسطى، و تزداد الحاجة لتلمّس احتياجات الأيتام في هذا العصر الذي تعصف الأزمات الاقتصادية فيه بالمجتمعات والأفراد والدول فيغفل الكثيرون عنهم بالانشغال باجتياز الأزمة وتعويض الخسائر، لكن المتاجرة مع الله وإقراضه –جلّ وعلا– هي الاستثمار الحقيقي، و تذكّرنا مبادرة سموه بمبادرة والدته عبر «مؤسسة الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل إبراهيم الخيرية» التي تبنت تزويج 300 شاب وفتاة، بالتزامن مع زواج سمو الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود شملت ثلاث مناطق، وهذه الفكرة الإنسانية السامية تدعو في مضمونها كل القادرين على إشراك الآخرين فرحتهم، فلو قام كل قادر في المجتمع بتزويج ما يستطيع تزامناً مع زواجه أو زواج أبنائه وبناته ما بقي في المجتمع شاب أعزب لا يعيقه عن الزواج إلا قسوة الظروف وضيق الحال، فشكر الله لأبي تركي ولوالدته وتقبّل منهما وأدام عليهما المبادرة للخير والمعروف.