لاشك ان الدين الاسلامي هو دين الرحمة فرحمته سبحانه وتعالى عمت كافة الخلائق ولاسيما الضعفاء والمساكين.. ومن هؤلاء الضعفاء الذين هم بحاجة الى رعاية واهتمام اليتيم حيث اولاه الاسلام عناية خاصة وبين ما يجب نحوه من كفالة واحسان وحذَّر من ظلمه بأي حال من الأحوال والاساءة اليه او التعدي عليه واخذ ما يمتلكه من مال.. وقد جعل المولى عز وجل الاحسان الى اليتيم ورعايته عملاً عظيماً جزاؤه جنات عدن. اليتيم ايها الاحبة.. بحاجة ماسة الى العطف والحنان وعلى من يتولون امره ان يتقوا الله جل وعلا فيه فقد ذكر الله سبحانه وتعالى شأن اليتيم في كتابه العظيم في مواضع عدة فقرر حقه كاملاً ورفع عنه الظلم والجور ولو تأملنا الآيات والاحاديث الواردة في شأن اكرام اليتيم والعطف عليه والاحسان اليه لوجدتها تضع اليتيم الاجنبي بعد الاقارب في الأهمية فما بالنا باليتيم اذا كان قريبا.. قال جل من قائل: (يسألونك ماذا ينفقون قل ما انفقتم من خير فللوالدين والاقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل). ومن هنا نرى أن اليتيم الصغير الذي لا يستطيع القيام بشؤون نفسه نصب الاسلام عليه وصياً يتفقد احواله ويحفظ ماله حتى يصل الى مرحلة الفهم والوعي والادراك وحسن التصرف فيسلمه هذا الوصي حقه كاملاً غير منقوص ولذا يجب ان يتحلى هذا الوصي بالرشد وحسن التصرف والامانة والأخلاق الحميدة. ولكن مع الاسف الشديد ما نسمع اليوم عن اكل اموال اليتامى وتعذيبهم والقسوة عليهم وجعلهم خدماً في البيوت والمعاملة السيئة التي يجدونها من الكبار والصغار وحرمانهم من التعليم والاستفادة منه. أحبتي لقد رغب الاسلام في كفالة اليتيم وقد قال رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه: (انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، واشار باصبعيه السبابة والوسطى) كما لا يجوز التصرف بممتلكات اليتيم من أموال وعقارات وغير ذلك حتى يبلغ اشده قال جل وعلا (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده). وهذا في شأن اليتيم الذي له مال، اما اليتيم الفقير الذي لا يملك شيئاً فقد جعل الله له نصيباً من مال وتركات المتوفين قال تعالى (واذا حضر القسمة اولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولاً معروفا). ومن خلال مشاهداتنا في هذه الحياة وجود ايتام مع ان الابوين أحياء (وعلى قيد الحياة) فنراهم في أعداد الايتام لا اهتمام ولا تربية لدرجة انهم لا يعرفون طريق بيوت الله ولا الصلاة فيها، ومع هذا نجد من يقول بأنه وفر لهم الحياة الكريمة ولكنه لم يوفر لهم التربية الاسلامية الصحيحة لعدم تفرغهم لهم والسؤال عنهم ولا يجدون التوجيه والارشاد والنصح مع انهم محاسبون من الله على ذلك. ان اهمال الاولاد يا سادة والانشغال عنهم يصيرهم بمنزلة الأيتام حتى يصل بهم الامر الى دور الملاحظة والتوجيه.. ولله در الشاعر فيما قال: ليس اليتيم من انتهى ابواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا ان اليتيم هو الذي تلقى له أمّا تخلت أو اباً مشغولا فعلينا جميعاً ان نتقي الله في اولادنا او من نعولهم وان نربيهم تربية حسنة والله من وراء القصد. همسة: (كل راعٍ مسؤول عن رعيته).