خلدون السعيدان - الرياض السعودية يبدو أن رياح التغيير التي طالت كل شيء في العالم العربي، لم تستطع التأثير في حال الإعلام الفضائي الذي أصبح يسير من سيئ إلى أسوأ من خلال استمراره في بث وتقديم برامج مسيئة تخدش الحياء العام ولا تتناسب مع التطور الذي طرأ على التوجهات الإعلامية في جميع أنحاء العالم؛ فقد تتفاجأ وأنت تجلس مع أسرتك في وقت الظهيرة ببرنامج في قناة عربية يتجاوز جميع الأعراف الأخلاقية حتى لدى الشعوب الأكثر تحرراً و"إباحية" ويعرض إيحاءات غير مقبولة تُحرجك.. وتصدم أبناءك. ومن هذه البرامج ما نراه على قناتين لبنانيتين بشكل أسبوعي حيث تقدمان برنامجين مُتخصصين في "النكت" فيهما من التفسخ والانحلال والإيحاءات الجنسية الفاضحة الشيء الكثير، وهما يستضيفان مجموعة من الحضور بعضهم فنانين يلقون النكت الماجنة والتعليقات الجنسية، دون هدف أو غاية، إلا محاولة الإثارة وجذب الجمهور بطريقة رخيصة. الغريب أن هذين البرنامجين يُعرضان عبر قناتين مفتوحتين وتوقيت عرضهما في فترة تجمّع العائلة التي تعتبر حتى فى الدول الأوربية فترة يحرم فيها عرض برامج غير أخلاقية من أجل حماية الأطفال من مشاهدتها.. أما في العالم العربي فالفوضى الإعلامية عارمة ولا توجد قيود تحمي العائلة والأطفال من هذا الانفلات الأخلاقي الشنيع. ما يدعو للتساؤل: أين القائمين على قمر "عرب سات" وقمر "نايل سات" من هذه القنوات التي تتعمد الإساءة لأخلاقنا وأعرافنا وقيمنا؟. وكيف يتم السماح لها باستمرار البث عبر القمرين دون أن يوجه لها إنذار كما يحدث في الدول الأوربية؟. أم أن ما يهمّ إدارة القمرين هو قيمة استئجار التردد ،أما محتوى القنوات وما تقدمه من برامج هابطة فلا يهم؟. ما نعرفه أن هناك شروطاً للبث يجب أن تلتزم بها القنوات قبل أن يسمح لها بتوجيه برامجها للعالم العربي وما نتمناه هو أن ينظر في حال القنوات العربية ومدى التزامها بهذه الشروط. لابد أن يقوم "عرب سات" و"نايل سات" ب"فلترة" القنوات التي تعرض عليهما ورؤية ما يناسب منها وما لا يناسب، وأن لا يكون المردود المادي هو المحرك الرئيس لإدارة القمرين. لابد من الوقوف في وجه مثل هذه البرامج، ولابد من حماية "أخلاق" المجتمع أمام هذا الانفلات القادم من الفضائيات اللبنانية، ومثل ما قررت إدارة نايل سات إيقاف قنوات الفتنة الطائفية قبل نحو سنتين، نتمنى أن تقوم بالمثل وتوقف القنوات التي تثير "الفتنة" الأخلاقية؛ وهي الأشد والأخطر!.