قرأت يوم أمس (الثلاثاء 2011/5/31م) خبرين مفرحين جدا، وهما أيضا محزنان يدلان على التناقض الحاصل في مجتمعنا، الخبران أولهما عن إطلاق سراح السيدة منال الشريف الاختصاصية في الحاسب الآلي وأمن المعلومات التقنية في شركة أرامكو في الظهران والتي أوقفت لأكثر من سبعة أيام لأنها قبض عليها متلبسة بقيادة سيارتها الخاصة في مدينة الخبر، وهي تهمة محل نزاع واختلاف لأكثر من عشرين عاما، والخبر الثاني عن فوز طالبة الدراسات العليا في أسكتلندا المبتعثة من جامعة الملك عبدالعزيز لدراسة الصيدلة «هبة الدوسري» بإحدى جوائز المجلس الثقافي البريطاني نظير جهودها البحثية في علاج السرطان باستخدام تقنية النانو، وقد فازت على 1200 متسابق، وتصوروا أنها بعد تخرجها وحصولها على الدكتوراه في الصيدلة وتصير بروفيسورة تدرس في الجامعة ستكون عرضة للإيقاف لأنها ساقت سيارتها في جدة، كم هو متناقض مجتمعنا ينفق بلايين الريالات على تعليم النساء في كل التخصصات ويرسلهن بعثات للخارج و(نزغرط) فرحا لكل فوز يحققنه في معاهد العلم الراقية في بلاد الحضارة ثم نسمح بإيقافهن لارتكابهن (مخالفة) قيادة سيارة، كلتا المرأتين المتفوقتين مفروض عليهما أن يعيشا متناقضين، فإلى متى هذا التناقض، لا يقول أحد بحرمانية قيادة المرأة للسيارة لكن الاختلاف في «سد الذرائع» ولكن أي ذرائع..! السيارة كالجمل وكالدواب للركوب وإن تكن ذرائع فمن الممكن أن تكون في أي وسيلة حتى على القدمين. إنني أقترح أن تكون الرخصة تدريجية للطبيبات والأكاديميات وذوات الحاجة، ولا تعطلوا الحياة من فوبيا (بعبع) الذرائع.