لن تكون رجلا حرًا .. إن لم تنجبك وتربيك امرأة حرة ! والحرية : ليست إباحية ( كما يظن بعض المعتوهين ) الحرية : شرف.. ومسؤولية. (1) نمنع المرأة من قيادة السيارة خوفًا عليها من الذئاب البشرية !.. وهذه الذئاب : هي «ذكور» سيغتصبونها عند أول «بنشر» يُصيب إطارات سيارتها ! مشغولون ب «الاختلاط» حتى أصبح قضيتنا الوطنية الكبرى.. لأن أي لقاء بين الرجل والمرأة – حتى وإن كان في مكان عام – سينتهي بعلاقات محرمة ! نمنعها من القيام ببعض الأعمال لأن الجنس يقف لها بالمرصاد ! ألا تلاحظون معي أن أكبر بعبع يُخيف مجتمعنا هو «الجنس» وأن نصف الفتاوى تدور حوله، أو تنطلق منه، أو تحاول منع حدوثه ؟! عند الأنثى نحاول أن نسد الذرائع الموجودة في خيالنا المريض خوفًا من حدوثه في زاوية ما !.. وعند الذكر «نشرعن» كل شيء لإرضائه !.. ولهذا نتج لدينا : «المسيار» و «المسفار» و «الوناسة»... وأشكال أخرى من «الزواج» قادمة في الطريق.! لماذا نشعر (ونُشعر المرأة معنا) أن عالمًا متوحشًا يقف لها بالمرصاد ما أن تتعدى عتبة باب بيتها ؟.. أليست لدينا ثقة بنسائنا ؟.. وقبلها أليست لدينا ثقة بأنفسنا كرجال ؟! ثم ما نتيجة هذا الهاجس والخوف الدائم من الوقوع في الرذيلة ومحاولة منعها حتى قبل أن تخطر على بال الشيطان نفسه ؟.. ما هي النتيجة.. هل نحن مجتمع سوي ؟ للإجابة على هذا السؤال : تابعوا بيانات وزارة الداخلية خلال العقد الماضي عن الجرائم الذكورية.. ( هذا ما يُنشر.. وما خفي كان أعظم )... طبعا هذا بالنسبة للذكور، أما الإناث فجولة صغيرة في إحدى كليات البنات ستجعلكم تشاهدون الكثير...!! سنصل إلى نتيجة مفزعة ومزعجة : نحن مجتمع غير طبيعي! (2) أعلم أن هذا المقال سيلاقي سوء فهم من البعض، وسيمنحني بعض الاتهامات الجاهزة. وأعلم أن البعض ستزعجه لغة هذا المقال.. ولكن لكي نصل إلى الحل يجب أن نُسمي الأشياء بأسمائها. يجب أن نضغط على الجرح – وبقوة – حتى يخرج هذا الصديد منه. نحن كمجتمع لم نستطع أن نحافظ على قيم الماضي ولم نستطع أن نستوعب قيم المستقبل أو نصل إليها وقفنا في منطقة «هلامية» لا ملامح لها ! نمارس نفاقنا الاجتماعي بجدارة، وندّعي حفاظنا على هذه «الدرة المصونة» وكل تصرفاتنا تدل على عدم الثقة بها ! ولا نمل من ترديد مفردة «خصوصية» كأن المجتمعات الأخرى بلا خصوصية. (3) عندما ترى مجتمعا فيه الكثير من الخلل، وعلاقاته الاجتماعية مشوهة ومرتبكة، فاعلم أن الخلل في نظامه الاجتماعي الذي يسيطر عليه طوال العقود الماضية ! ومسكين، أو كاذب ومكابر، من يرى أن مجتمعنا هو مجتمع الفضيلة ! (4) نحن أكثر شعب يسافر إلى الخارج. طبعًا السبب معروف : لكي نزور المتاحف العالمية !! * عنوان المقال سيجعله الأكثر قراءة والأكثر تعليقًا ... وتلك مشكلة أخرى!! [email protected]