«طالبان» حركة همجية، وهي بكل أشكالها ملّة واحدة. فرعها الباكستاني نفى أول من أمس، علاقته باغتيال الديبلوماسي السعودي الراحل حسن القحطاني. لكن هذا النفي لا يعفي الحركة البربرية من مسؤولية قتل مواطن سعودي غدراً، وبطريقة بشعة، فضلاً عن ان القحطاني اغتيل في منطقة فيها معظم البعثات ومساكن الديبلوماسيين العاملين في مدينة كراتشي. وهذا يشير الى ان الأمن الباكستاني مفرّط أو مخترَق أو متواطئ مع الحركة الإرهابية، لذلك فإن الحكومة الباكستانية تتحمل مسؤولية الجريمة. ندرك تماماً ان لوم المسؤولين الباكستانيين مثل الشرب من المياه المالحة، ناهيك عن ان الدخول معهم في جدل أمني لن يعيد إلينا حسن القحطاني. لكن عملية القتل تثير الشك بأن بعض رجال الأمن، وربما الجيش والاستخبارات، في باكستان، أراد حماية صورته من خلال زج السعودية في ملابسات عملية قتل زعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابي أسامة بن لادن. فقتل القحطاني بتلك الطريقة السهلة مؤشر الى ان بعض المسؤولين الباكستانيين يريد إطفاء غضب أتباع «طالبان» و «القاعدة»، وصرف الأنظار عن تقصيره وخوره، واستخفاف الأميركان به، باستهداف السعودية، لإيهام العامة بأن ما جرى لبن لادن كانت للسعوديين يد فيه. قتلُ حسن القحطاني يجب ألاّ يمر مرور الكرام. ومثلما ساهمنا نحن السعوديين مع الأميركان في صنع حركة الدراويش والمتخلفين التي تسمى «طالبان» أيام الاحتلال السوفياتي لأفغانستان، وسخّرنا منابر مساجد لتزكيتها ودعمها، علينا اليوم ان نعمل لملاحقتها وكسرها بكل الوسائل الممكنة. هذا الأمر يتطلب اولاً من علماء الدين والمحسوبين على الدعوة والوعظ في بلادنا، التعامل مع «طالبان» كعصابة للجريمة المنظّمة والإتجار بالمخدرات. لا بد ان يصبح قتل حسن القحطاني حداً فاصلاً في علاقتنا مع «طالبان» ومن يقف معها. وبأسف نقول إن هذه الحركة ما زالت تجد تعاطفاً كبيراً لدى بعض المتدينين في السعودية، بحجة أنها حركة «سلفية»، ترفع لواء التوحيد، وتحارب البدع... رغم أنها تحرّض على الإسلام بضيق أفقها، وسلوكها المتوحش. «طالبان» تقتل السعوديين. هذا هو الشعار الذي ينبغي ان يُرفع على منابرنا اليوم. تباً ل «طالبان».